شهدت أسعار المواشي في سوريا (الأغنام والماعز والأبقار) انخفاضاً كبيراً إلى ما دون النصف، بعد أن تخلى عدد كبير من المربين عن الاستمرار في تربيتها في ظل ارتفاع أسعار العلف وانعدام المراعي، ما جعلهم يسعون وراء التخلص من قطعانهم وبيعها حتى ولو بخسارة، لكيلا يراكمون خساراتهم وهم يسعون وراء العلف الذي بات باهظ الثمن.
قال أحد مربي الغنم (أبو إسماعيل) في مقابلة مع موقع "أثر بريس" المهتم بالشؤون المحلية، أن تربية الأغنام والماعز "لم تعد مربحة كما كانت في السابق، بل باتت عبئاً كبيراً على المربي الذي أصبح لزاماً عليه أن يشتري العلف بسعر باهظ أو البحث عن مرعى لم يعد متوفراً باعتبار أن موسم الأمطار الماضي كان شحيحاً".
ويضيف "أبو إسماعيل" الذي يملك حالياً 15 رأس بين غنم وماعز: "كان لدي 30 رأس بعت منها 15 رأس غنم وماعز بسبب عدم قدرتي على الاستمرار بتربيتهم، مشيراً إلى أن رأس الغنم كان يباع بين 500 -600 ألف ليرة، أما اليوم يباع بـ 175 ألف بسبب تكاليف تربيته."
ارتفاع أسعار العلف يصل لمستويات أكبر بكثير من قدرة المربين على التحمل:
في سياقٍ متصل، اشتكى "أنور"، وهو مربي أبقار في ريف جبلة، من ارتفاع سعر العلف وصعوبة تأمينه باستمرار قائلًا: "لم تعد تربية الأبقار مربحة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج حتى مع ارتفاع سعر الحليب"، مشيراً إلى عزوف الكثير عن تربية القطعان بسبب ارتفاع سعر العلف الذي بات تحدياً صعباً أمام الاستمرار في التربية.
واستطرد "أنور" موضحًا: "ناهيك عن ارتفاع سعر العلف وعدم وجود مرعى، فإن قلة الطلب على اللحم يزيد من أعباء تربية الماشية"، معتبرًا السبب في قلة الطلب الشديدة على اللحم الأحمر يعود إلى الانقطاع الطويل للكهرباء والذي يجعل اللحام لا يستطيع حفظ ذبيحته في البراد.
هذا وعلاوةً على أن المواطن غير قادر على شراء اللحم بسبب تراجع دخله، وعدم وجود آلية للتبريد في بيته إثر الانعدام شبه التام للتيار الكهربائي.
في الاتجاه المقابل، اعترف رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية "حكمت صقر" بمعاناة مربي الماشية، مبيناً أن الاتحاد يطالب باستمرار الجهات المعنية عبر الاتحاد العام للفلاحين بتوفير المواد العلفية للمربين الذين يجدون صعوبة كبيرة في تأمينها.
وأوضح "صقر" أن المؤسسة العامة للأعلاف تقوم كل 3 أو 4 أشهر فقط بافتتاح دورة علفية. ثم أشار أيضاً إلى معاناة مربي الثروة الحيوانية من ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية التي لا تتوفر بشكل كافٍ في الصيدليات الزراعية.
شارك
حسبنا الله ونعم الوكيل