تستمر أسعار الغاز في أوروبا في تجاوز المستويات التاريخية بشكل يومي، حيث تواصل الصعود في ظل تراجع احتياطيات الوقود الأزرق في المستودعات الأرضية بأوروبا بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء.
ووفقا لتداولات الأمس، فقد تجاوزت أسعار الغاز يوم الأربعاء 15 أيلول، مستوى 910 دولارات لكل 1000 متر مكعب، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله في تاريخ أوروبا على الإطلاق.
ويعود سبب صعود سعر الغاز بوتيرة متسارعة في أوروبا لعدة أسباب، تتعلق بالمستوى المنخفض من احتياطيات خزانات شمال شرقي أوروبا، وحالة الطقس، بالإضافة لعدم اليقين مع إطلاق خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي 2".
يأتي ذلك بينما يتوقع خبراء أن يساهم تدفق الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر "التيار الشمالي 2" باستقرار أسعار الغاز في أوروبا.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت شركة "غازبروم" الروسية عن اكتمال مد أنبوبي مشروع "التيار الشمالي-2"، وهو الآن بانتظار الحصول على التصاريح اللازمة من المنظم الألماني لبدء ضخ الغاز من روسيا إلى ألمانيا.
توقعات بمزيد من الارتفاع:
قال "ألكسندر تيموفييف" الأستاذ المشارك في كلية الاقتصاد في الجامعة الاقتصادية الروسية إن آليات أسعار الغاز في أوروبا مرتفعة للغاية الآن، لذلك هناك احتمال أن تصل التكلفة إلى 1000 دولار لكل 1000 متر مكعب في سبتمبر.
وأكد في خضم حديثه مع وكالة أنباء روسية قائلًا:"على الأرجح، سوف تتجاوز الـ 1000 دولار (لكل ألف متر مكعب). الأسعار لا تنمو فقط، بل من الواضح أن الطلب أعلى بكثير من العرض، على الرغم من انخفاض الأسعار في آسيا".
وشرح " تيموفييف " أنه يتم تحديد الأسعار في البورصة من خلال آليات التبادل، وعلى الأرجح سيتم دفع سعر فوق 900 دولار لكل 1000 متر مكعب. وأضاف "على الأرجح سيأتي الشتاء مبكرا وبصقيع حاد سيؤثر على حجم مشتريات جديدة للتدفئة".
في الوقت نفسه، أشار الخبير إلى أن الأسعار المرتفعة ستخلق توجه لطلب إمدادات الغاز من عدة مصادر في وقت واحد، ليس فقط من روسيا، ولكن أيضًا من الولايات المتحدة ودول أخرى. حينها؛ الزيادة في العرض، يمكن أن تؤدي إلى انخفاض حاد في الأسعار.
شارك
