أقرت شركة العقارات الصينية العملاقة "إيفرغراند - Evergrande " أنها تواجه "ضغوط هائلة"، بعد غرقها في ديون عجزت عن سدادها بلغ مجموعها أكثر من 300 مليار دولار.
وقد فجر إعلان الشركة ذاك حالة من الاضطراب والقلق في أوساط المستثمرين، الذين تظاهروا بالعشرات أمام مقر الشركة في شينزين، حيث حاولوا اختراق حاجز الشرطة مطالبين بالحصول على إجابات.
وتثير أزمة "إيفرغراند" مخاوف جادة حيال انتقال وتوسع العدوى في قطاع العقارات الصيني المثقل بالديون، إذ بلغ الأمر بالبعض إلى اعتبار ما يحصل على أنه دلالة لأزمة قادمة تشابه أزمة الرهن العقاري التي زلزلت العالم عام 2008.
الجدير بالذكر أن قطاع العقارات في الصين يساهم في أكثر من ربع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهو أمر سيؤثر بالتالي على المصارف والمستثمرين.
وتغرق شركة التطوير العقاري المدرجة في بورصة هونغ كونغ في ديون هائلة بلغ مجموعها أكثر من 300 مليار دولار، بسبب اقتراضها بشكل متكرر ولسنوات من أجل تمويل النمو المتسارع في الصين.
وتحدث شخص عرّف عن نفسه باسم "تشين" لوكالة أنباء عالمية قائلًا: "لمديرنا مستحقات تبلغ قيمتها أكثر من 20 مليون يوان (3,1 ملايين دولار)، وللكثير من الناس هنا مستحقات أكبر".
وأضاف "بالتأكيد نشعر بالقلق البالغ. لا يوجد تفسير واضح حاليا.. كان عليهم دفع المال عند استحقاقها".
وخفضت وكالتان للتصنيف الائتماني تصنيف إيفرغراند الأسبوع الماضي، فيما هبطت أسهمها إلى ما دون السعر الذي كانت تسجّله عند طرحها العام 2009، في وقت انتشرت توقعات وأخبار سلبية تتحدّث عن انهيارها الوشيك عبر منصات التواصل الاجتماعي الصينية.
تحديات غير مسبوقة أمام مجموعة العقارات الصينية الضخمة:
أكدت "إيفرغراند" يوم الاثنين الماضي أنها تواجه "صعوبات غير مسبوقة" لكنها نفت الشائعات التي تتحدّث عن قرب إفلاسها.
ثم أصدرت بيانًا آخر يوم الثلاثاء وجّهته إلى بورصة هونغ كونغ قالت فيه إنها وظّفت مستشارين ماليين للبحث في "كافة الحلول الممكنة" للتخفيف من حدة أزمتها المالية وحذّرت من عدم امتلاكها ضمانات بشأن قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها المالية.
وحمّلت الشركة "التقارير الإعلامية السلبية المتواصلة" مسؤولية تراجع مبيعاتها خلال فترة أيلول/سبتمبر التي تعد غاية في الأهمية عادة، "ما نجم عنه التدهور المتواصل في جمع الأموال من قبل المجموعة وهو أمر سيشكّل بدوره ضغوطا هائلة على تدفق الأموال والسيولة إلى المجموعة".
وتراجعت أسهم الشركة بنسبة 11 في المئة الثلاثاء ليبلغ إجمالي انخفاضها حوالي 80 في المئة منذ مطلع العام.
ويشير تقدير لـ “كابيتال إيكونومكس" إلى أن "إيفرغراند" التزمت إنجاز ممتلكات يبلغ عددها حوالي 1,4 مليون، أي ديون ما قبل البيع بقيمة 1,3 تريليون يوان تقريبا (200 مليار دولار)، حتى نهاية حزيران/يونيو.
وقال كبير خبراء اقتصاد آسيا لدى "كابيتال إيكونومكس" مارك وليامز إن "انهيار إيفرغراند سيكون أكبر اختبار تواجهه المنظومة المالية الصينية منذ سنوات".
وأضاف "لا تبدو الأسواق قلقة حيال احتمال حدوث عدوى مالية في الوقت الحالي"، لكن "ذلك سيتغيّر في حال التخلّف عن السداد على نطاق واسع"، ما من شأنه أن يدفع البنك المركزي على الأرجح للتدخل لدعم المجموعة.
وتابع أن "الخاتمة الأكثر ترجيحا حاليا هي إعادة هيكلة يتم التحكم بها بحيث تستحوذ شركات تطوير عقاري أخرى على مشاريع إيفرغراند غير المكتملة في مقابل حصة في مصرفها العقاري".
وباعت "إيفرغراند" فعلا حصصا في بعض أصولها الواسعة وعرضت حسومات كبيرة على الشقق، لكنها سجّلت مع ذلك تراجعا نسبته 29 في المئة في أرباحها للنصف الأول من العام.