تتسابق شركات التكنولوجيا العملاقة مثل أبل، وأمازون، وتسلا، وبايدو، وفيسبوك من أجل الابتعاد عن شركات الرقائق القائمة والبحث عن تصميم رقائقها من أشباه الموصلات داخلياً.
في هذا السياق صرح "سيد علم"، رئيس أشباه الموصلات العالمية في Accenture: "على نحو متزايد، تريد هذه الشركات رقائق مصنوعة خصيصاً لتلائم المتطلبات المحددة لتطبيقاتها بدلاً من استخدام نفس الرقائق العامة مثل منافسيها".
وأضاف علم: "يمنحهم هذا مزيداً من التحكم في تكامل البرامج والأجهزة بينما يميزهم عن منافسيهم".
فيما يرى "روس شو"، المدير السابق في إحدى شركات أشباه الموصلات الشهيرة في المملكة المتحدة، أن الرقائق المصممة خصيصاً يمكن أن تعمل بشكل أفضل وتكون أرخص.
وقال شو: "يمكن أن تساعد هذه الرقائق في تقليل استهلاك الطاقة للأجهزة والمنتجات من شركة التكنولوجيا المحددة، سواء كانت تتعلق بالهواتف الذكية أو خدمات الحوسبة السحابية".
بدورها، بررت "غلين أودونيل" مدير الأبحاث في شركة التحليلات Forrester، تدافع شركات التكنولوجيا العالمية لتصنيع رقائقها الخاصة، إلى النقص المستمر في أشباه الموصلات العالمية.
مع وتيرة التسابق والتدافع هذه، بات في الفترة الأخيرة لا يمر شهر دون أن تعلن إحدى عمالقة التكنولوجيا عن مشروع لإنتاج شرائح جديد.
ولعل أبرز مثال جاء عندما أعلنت شركة أبل أنها تبتعد عن هندسة شركة إنتل والمعروفة بـ x86 لتصنع معالج M1 الخاص بها، والذي يوجد الآن في iMacs وiPads الجديدة.
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت شركة تسلا أنها تقوم ببناء شريحة "Dojo" لتدريب شبكات الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات. حيث بدأت شركة صناعة السيارات في عام 2019 في إنتاج السيارات بشرائح الذكاء الاصطناعي المخصصة التي تساعد البرامج المدمجة على اتخاذ القرارات استجابة لما يحدث على الطريق.
كما أطلقت بايدو الشهر الماضي شريحة ذكاء اصطناعي مصممة لمساعدة الأجهزة على معالجة كميات هائلة من البيانات وتعزيز قوة الحوسبة. وقالت بايدو إن شريحة "Kunlun 2" يمكن استخدامها في مجالات مثل القيادة الذاتية وأنها دخلت حيز الإنتاج الضخم.
مشاريع قيد الكتمان:
يأتي ذلك بينما اختارت بعض عمالقة التكنولوجيا إبقاء بعض مشاريع أشباه الموصلات طي الكتمان. حيث يقال إن غوغل تقترب من طرح وحدات المعالجة المركزية الخاصة بها، لأجهزة الكمبيوتر المحمولة Chromebook بحلول عام 2023، وفقاً لتقرير من Nikkei Asia.
كما تعمل أمازون، التي تشغل أكبر خدمة حوسبة سحابية في العالم، على تطوير شريحة الشبكات الخاصة بها لتشغيل مفاتيح الأجهزة التي تنقل البيانات عبر الشبكات.
ما زالت الشركات بعيدة عن التصنيع بالكامل:
في هذه المرحلة، لا يتطلع أي من عمالقة التكنولوجيا إلى القيام بكل تطوير الرقائق بأنفسهم.
وقال أحد الخبراء: "الأمر كله يتعلق بتصميم وأداء الشريحة". "في هذه المرحلة، لا يتعلق الأمر بالتصنيع وعمليات المسابك، والتي تعد مكلفة للغاية".
الجدير بالذكر أن إنشاء مصنع رقائق متقدم، أو مسبك، مثل TSMC في تايوان، يكلف حوالي 10 مليار دولار ويستغرق عدة سنوات.
وأكد المطلعون أنه "حتى غوغل وأبل متحفظان في بناء هذه المسابك". "وسوف يذهبون إلى TSMC أو حتى Intel لبناء رقائقهم".