قبل أيام، شارك السياسي والزعيم اللبناني "وليد جنبلاط"، تغريدةً على إحدى تويتر، طالب فيها من وصفهم بالـ "مافيات السورية اللبنانية"، بالتوقف عن تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا، للاستفادة من فارق السعر بين البلدين، معتبرًا أن هذا هو سبب أزمة المحروقات في لبنان خلال الفترة الماضية.
حرّكت هذه التغريدة فضول البعض ودفعتهم للبحث، فهل يعقل أن تكون أسعار المحروقات في لبنان أرخص من سوريا...؟
وبعد أن قامت بعض الجهات بتقصي ومقارنة أسعار المحروقات في كلا البلدين، وجدت أن سعر صفيحة البنزين في لبنان، من عشرين ليتر أوكتان 95، يبلغ نحو 76 ألف ليرة لبنانية، أي ما يعادل أقل من 4 دولارات، وفقاً لأسعار الصرف في السوق السوداء البالغة 20 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، أما سعر ليتر الأوكتان 95 في سوريا، فيبلغ 3 آلاف ليرة، أي أن سعر الصفيحة، يبلغ نحو 18 دولاراً.
ونفس الفارق تقريبًا يمكننا أن نجده في باقي أسعار المحروقات، من مازوت غير مدعوم وغاز وأوكتان 90.
المدعوم في سوريا أغلى من غير المدعوم في لبنان:
المفاجأة الأكبر في هذا السياق لم تكن متعلقة بأسعار المحروقات، وإنما في أسعار الكثير من المواد الغذائية، والمواد المدعومة في سوريا، كالأعلاف على سبيل المثال، التي وصل سعر الطن منها إلى 1.4 مليون ليرة، بينما يبلغ سعره في لبنان نحو مليون ليرة، علماً أنه غير مدعوم.
هذه المعلومات، كشف عنها عضو لجنة مربي الدجاج "حكمت حداد"، في تصريحات أدلى بها مؤخرًا لصحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة، في معرض نفيه لادعاءات بعض المسؤولين، بأن سبب ارتفاع الأسعار في سوريا هو التهريب إلى دول الجوار. بل إن "حداد" أكد أن التهريب أصبح اليوم من دول الجوار إلى سوريا، بسبب فارق السعر الكبير.
وعرض "حداد" معلومات "مرعبة" أيضًا، عن واقع تربية الفروج في سوريا خلال الفترة الراهنة، كاشفاً بأن سعر الكيلو الحي قد يصل إلى أكثر من 6 آلاف ليرة، نتيجة خسارة المربين، لعدم توفر الأعلاف في المؤسسة، واضطرارهم لاستجراره من السوق السوداء.
وبالنسبة لأسعار البيض لفت عضو لجنة مربي الدواجن، إلى أن سعر صندوق البيض الكبير الذي يحوي 12 كرتونة، 87 ألف ليرة ومن المتوقع أن يرتفع سعره لحدود 95 ألف ليرة خلال مدة قصيرة.
وكانت أسعار الفروج سجلت خلال فترة العيد ارتفاعاً كبيراً، وصل إلى نحو 5 آلاف ليرة سورية للكيلو، بعد أن كان قبل أيام بـ 3800 ليرة.