واصل الدولار ارتفاعه بشكل لافت في تداولات يوم الخميس، وذلك بعد أن فاجأ مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي الأسواق بالتلميح إلى أنه سيرفع أسعار الفائدة وينهي برنامجًا طارئًا لشراء السندات في وقت مبكر عما كان متوقعًا. ووصل مؤشر الدولار الأمريكي حتى الآن إلى 91.80 نقطة بنسبة ارتفاع تقارب 0.75% خلال الساعات الماضية فقط.
ونتيجةً لذلك شهدت أغلب العملات العالمية هبوط جماعي وكبير في سعر صرفها أمام الدولار الأمريكي، حيث انخفض سعر اليورو أمام الدولار إلى 1.1928 مستمرًا بوتيرة انخفاض كبيرة منذ البارحة.
وانخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني بدوره مقابل الدولار ليبلغ 1.395 للدولار الواحد.
أما الكرون السويدي فكان له النصيب الأكبر من الهبوط اليومي بين العملات المذكورة، حيث هبط إلى 8.524 كرون للدولار الواحد.
لكن الدولار النيوزيلندي ارتفع بعد بيانات أظهرت أن اقتصاد البلاد نما بوتيرة أسرع كثيرا من المتوقع في الربع الأول. حيث ارتفع الدولار النيوزيلندي 0.3 بالمئة إلى 0.70645 دولار أمريكي.
وقدم مسؤولو مجلس الاحتياطي توقعات لجدول زمني متسارع بهدف زيادات أسعار الفائدة، وشرعوا في الحديث حول كيفية إنهاء المشتريات الطارئة للسندات، وذكروا أن جائحة كوفيد-19 لم تعد تشكل قيدًا أساسيا على التجارة الأمريكية.
وذكرت أغلبية من 11 مسؤولًا بالمركزي الأمريكي أنه من المتوقع زيادة أسعار الفائدة مرتين على الأقل بواقع ربع نقطة في 2023، وأضافوا في بيانهم أنهم سيبقون على سياسة داعمة في الوقت الحالي لتشجيع تعافي سوق العمل.
بنوك عالمية تتراجع عن توقعات سابقة بخصوص اليورو:
دفع التحول المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي كلاً من بنك "غولدمان ساكس غروب،" و "دويتشه بنك" إلى التخلي عن دعواتهما بأن اليورو سيرتفع مقابل الدولار الأميركي.
بدوره، قال الرئيس المشارك لتداول العملات واستراتيجيات الأسواق في بنك غولدمان، "زاك باندل"، في تقرير: "ما زلنا نتوقع ضعفاً واسعاً في الدولار الأميركي، مدفوعاً بالتقييم المرتفع للعملة وتوسع الانتعاش الاقتصادي العالمي"، ولكن "توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشدداً والجدل المستمر حول خفض مشتريات السندات يبدو من المرجح أن يكون بمثابة رياح معاكسة لصفقات الدولار العاجلة على المدى القريب".
وفي ختام توصيته، قال "جورج سارافيلوس" من "دويتشه بنك" إن هناك "مجال أكبر لإعادة طرح السعر الحقيقي إلى الواجهة الأمامية في منحنى العائد في الولايات المتحدة" وكذلك "المجال موجود لتقلبات أعلى".
وقال إن كلا العاملين يعتبران دافعًا لصعود الدولار، مضيفاً أن "الدعم الذي قدمه بنك الاحتياطي الفيدرالي لارتفاع اليورو / الدولار الأميركي لم يعد موجوداً".