أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الثلاثاء الماضي، بغالبية كبيرة جمعت بين مختلف الأحزاب، خطة طموحة للاستثمار في العلوم والتكنولوجيا، اُعتبرت نصًّا "تاريخيًا" للتصدّي اقتصاديًا للصين ولنموذجها الذي تم وصفه بـ "الاستبدادي".
وقد تضمنت هذه الخطة حزمة مالية بقيمة فاقت 200 مليار دولار، مخصصة لتعزيز القدرة التنافسية لقطاع التكنولوجيا في مواجهة التنين الصيني.
وقد أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن التشريع المشترك من الحزبين يوفر نحو 190 مليار دولار لمخصصات تعزيز التكنولوجيا والبحوث، على أن يتضمن بشكل منفصل إنفاق نحو 50 مليارا لزيادة الإنتاج والبحث في مجال أشباه الموصلات ومعدات الاتصالات.
وبعدما أقرّه مجلس الشيوخ، يتعيّن الآن طرح مشروع القانون على التصويت في مجلس النواب، في موعد لم يحدّد بعد، حتى يعتمَد رسمياً ويرسَل إلى الرئيس "جو بايدن" للمصادقة عليه ونشره.
الولايات المتحدة قلقة من أن تكون أيامها شارفت على الانتهاء:
قبل التصويت تماما، حذر زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ "تشاك شومر" من أنّه "إذا لم نفعل شيئاً، فقد تنتهي أيامنا كقوة عظمى مهيمنة" بحسب ما ذكرت وكالة صحافة عالمية.
وأضاف "شومر" مبينًا "لهذا السبب سيُذكر هذا النص باعتباره أحد أعظم النجاحات التي تحقّقت بين الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ في التاريخ الحديث".
وكان "شومر" قد اعتبر في وقت سابق أن مشروع القانون هذا يمهّد الطريق أمام أوسع استثمار في العلوم والتكنولوجيا منذ أجيال.
وقال: من سيفوز في السباق على تقنيات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي سيكون القائد الاقتصادي العالمي.
في المقابل، قال زعيم الأقلّية الجمهورية بمجلس الشيوخ "ميتش ماكونيل" إنّ هذه الخطة التي "تتناول موضوعات رئيسية -من سلاسل التوريد الحاسمة إلى الملكية الفكرية ومكافحة التجسّس- ستساعد في إرساء أسسنا الإستراتيجية لعقود".
حرب اقتصادية:
تخوض الصين حربًا اقتصادية مع الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس السابق "دونالد ترامب"، وتشكل واحدة من القضايا النادرة التي تابعها الرئيس الديمقراطي بعد سلفه الجمهوري. وهي تحظى بإجماع واسع في الكونغرس.
واعتبرت وزير التجارة "جينا ريموندو" أن "مجلس الشيوخ اتخذ خطوة حاسمة إلى الأمام من الحزبين من أجل القيام بالاستثمارات التي نحتاجها لاستمرارية الإرث الأميركي كرائد عالمي في الابتكار"
وقالت ريموندو "لا يتعلق هذا التمويل فقط بمعالجة النقص الحالي في أشباه الموصلات. إنه استثمارات طويلة الأجل".