خلت شوارع العاصمة من أغلب سياراتها بسبب شح المحروقات بمختلف أنواعها. وانعكس ذلك على وسائل النقل فامتدت طوابير المواطنين بحثاً عن سيارة نقل عامة أو خاصة توصلهم إلى مقاصدهم في وقت أصبح فيه من الصعوبة بمكان ركوب تكاسي الأجرة بسبب المبالغ الخيالية التي يطلبها سائقو هذه السيارات والتي تبدأ بألفي ليرة وقد تصل إلى سبعة آلاف ليرة بين أحياء العاصمة. وانتعش في هذه الأزمة التي لم يسبق لها مثيل حتى في سنوات الحرب سوق المحروقات السوداء لتصل أسعار المازوت والبنزين فيه إلى أرقام كبيرة تفوق قدرة السوريين الشرائية بمراحل.
بالانتقال إلى محافظة أخرى (درعا على سبيل المثال)، نجد أن أغلب المركبات الخاصة توقفت عن العمل والحركة ضمن شوارع مدن وبلدات المحافظة بسبب عدم تمكن أصحابها من الحصول على الوقود وقد انعكس ذلك بشكل مباشر على أسعار المواصلات ووسائل النقل وتوفرها. حيث تنطلق من مدينة "بصرى الشام" بريف درعا الشرقي 3 "ميكروباصات" فقط صباح كل يوم باتجاه مركز مدينة درعا، في حين كانت تصل سابقاً إلى أكثر من 15 "سرفيس". وقد تسبب ذلك بازدحامٍ شديد وتأخر الأهالي عن أعمالهم، والأمر ينطبق على جميع قرى وبلدات محافظة درعا.
مستغلين اشتداد الأزمة... التجار في سوق المحروقات السوداء يعملون على قدمٍ وساق:
يقول مراقبون إن الوضع الحالي يفرض نفسه، فالبنزين غير متوفر والوقوف على دور محطة الوقود يتجاوز السبع ساعات حيث يباع البنزين بالبدون داخلها ب 2000 ليرة وسعر التنكة قد يصل إلى 65 ألفاً. بينما يباع ليتر البنزين خارج المحطة بسعر 3500 ليرة وليتر المازوت بألفي ليرة وفق ما أكده البعض.
أما في مناطق أخرى فقد يصل سعر لتر المازوت إلى 2500 ليرة وسعر ليتر البنزين إلى 3800 ليرة سورية. بينما تحدث البعض عن تجاوز سعر لتر البنزين 4000 ليرة ووصوله حتى إلى 5000!.
في هذه الأثناء برز من يطلقون على أنفسهم سائقو "تكسي سرفيس". حيث يتقاضون مبالغ مختلفة بين العاصمة وريفها فإلى جرمانا 1500 ليرة وكذلك قدسيا والضاحية على حين وصلت إلى ثلاثة آلاف ليرة للراكب إلى جديدة عرطوز وصحنايا.
الحكومة تستمر بالوعود:
اجتمعت جميع التصريحات الحكومة خلال اليومين الأخيرين لتؤكد قرب انفراج أزمة الوقود الخانقة التي تمر بها البلاد خاصة منذ أسبوعين. حيث أجمعت تلك التصريحات الرسمية على وصول إمدادات النفط الخام إلى السواحل السورية، تمهيداً لتكريرها وتوزيعها.
وقد كانت أبرز هذه الوعود تأكيد رئيس الحكومة السورية "حسين عرنوس" أن أزمة الوقود في طريقها إلى الحل والانفراج خلال أيام قليلة أو مع نهاية الأسبوع. وذلك مع وصول توريدات النفط الخام إلى سورية.