لأن اكتساب المال فحسب ليس كافياً لتحقيق الحرية المالية أو الأمان المالي على الأقل، من الضروري مراعاة سلسلة من التوصيات لتجنب إهدار الأموال ومحاولة تحقيق الأرباح، ويعد تجنب بعض الاستثمارات من بين هذه النصائح.
أولاً: لا تبالغ في التوفير والادخار
قد تكون هذه النصيحة غريبة على مسمع البعض خصوصاً أولئك الذين يعتقدون أن أفضل وسيلة لحفظ أموالهم هي ادخارها.
في الواقع، يعتبر الاحتفاظ بجميع الأموال التي نملكها في دفتر الادخار من بين الأخطاء الشائعة جدا بين كثير من الناس، إما بسبب عدم درايتهم بسلبيات هذه العادة أو أنهم اقتصاديون بشكل مفرط للغاية.
إن خطأ امتلاك أموال في حساب التوفير لا يتمثل في عدم توليد أرباح فحسب، بل يفقد الرصيد أيضا قيمته بسبب التضخم، ويوجد العديد من البدائل الاستثمارية ذات المخاطر العالية أو المنخفضة للحصول على الربحية.
ثانياً: لا تستثمر في شيء لا تفهم به
الانفتاح المعلوماتي يؤهل أغلب الناس للاطلاع على عدد ضخم من الفرص والمجالات الاستثمارية التي يبدو بعضها مربحاً ومغرياً للغاية. ناهيك عن محاولات لا حصر لها من طرف أصحاب منصات ومواقع عديدة لإقناعك بوضع أموالك في حوزتهم أو استثمارها في أعمالهم.
لكن كل استثمار تُقدم إليه بدون أن تفهم تفاصيله أو تحصل على نصيحة من مختص قبل ذلك سيكون مخاطرة مضمونة الخسارة. وستتعرض ل "عملية نصب قانونية" حين تخاطر في أموالك ضمن مجال لا ناقة لك به ولا جمل تحت إقناع أصحاب المنصات وبعض المدونات التعليمية التي يعمل بها الهواة والنصابون أحياناً.
ثالثاً: لا تعش لأجل يومك فقط وتجنب الغرق في الكماليات
كل النصائح التجارية والإعلانات التي تدفعك للاستمتاع في اللحظة وتذوق طعم الحياة هي محاولات رخيصة لإقناعك بإنفاق المزيد من الأموال، فكلما زادت رغبتك بالإنفاق زادت مكاسبهم واستثماراتهم وتوسعهم.
تلعب هذه الإعلانات على وتر حساس، فتخلق لك المشكلة وتضخمها ثم تقنعك بتوفر الحل عند منتجها. على سبيل المثال: تحاول شركات المستحضرات التجميلية إقناعك أن التجاعيد التي في وجهك مشكلة مستعصية تستدعي حل عاجل، لتجد نفسك مستعد تماماً لإنفاق أموالك على مستحضراتهم وإن كانت باهظة الثمن.
وإذا أردنا النظر بشكل أوسع نجد العديد من كبار أثرياء العالم يفهون هذه اللعبة جيداً ويعيشون حياة فعالة يركزون فيها على قيمة وكمية إنتاجهم بالحاضر والمستقبل، ولو أراد الواحد منهم أن يعيش لأجل يومه ليستمتع باليوم قبل أن يأتي الغد لكنا ما وجدناهم على ما هم عليه.
لذا اصنع لنفسك نظام اقتصادي واضح تبيّن فيه نفقاتك، والأفضل أن ينطوي نظامك على خطوط حمراء عريضة تحدد إلى أي مدى ستسمح لنفسك بإنفاق الأموال ضمن مجالات أقل أهميةً كالترفيه والتجميل والطعام.
رابعاً: تقريباً...كل طرق كسب المال السهلة ستنتهي بخسارته
المال لا ينمو على الأشجار ولا يهطل مع المطر، فتوقف عن الوقوع في فخاخ الاستثمارات السهلة والسريعة، ولا تجعل أحد يقنعك بأنك ستكسب المال بسهولة لقاء لا شيء.
من الأمور الرائجة في هذا المجال: الربح من الإنترنت – شراء العملات الرقمية أو تعدينها – الاستثمار في البورصة والفوركس – التسويق الهرمي أو الشبكي.
في الواقع، قد تكون بعض هذه المجالات توفر مردود مالي جيد أو ممتاز لبعض الأشخاص، لكنها ليست طريقاً مختصراً لكسب المال، بل إنها قد تكون طريق أخطر وأصعب من المجالات التقليدية بكثير.
فإذا أخذنا الربح من الإنترنت مثالاً، سنجد مقابل كل صانع محتوى ناجح ومشهور مئات الآلاف من صانعي المحتوى الذين فشلو وخسروا وقتهم وأموالهم لقاء لا شيء. ففرصة تحقيقك نجاح كاسح في هذا المجال، بفرض أنك قمت بكل مستلزماته على أكمل وجه، قد تكون أقل من 1 في الألف!. بينما لو أنك بدأت تجارة تقليدية مستوفياً الشروط اللازمة وآخذاً بالأسباب قد تكون فرصة نجاحك مضاعفة عشرات الأضعاف.