عاودت طوابير المواطنين المصطفّين أمام محطات الوقود الظهور والازدياد منذ أسبوع، مع استمرار وزارة النفط في الحكومة السورية نفيها وجود أي أزمة بنزين في البلاد، في وقت بات فيه المواطنون يتعاملون وفق ما هو ظاهر لديهم مع انعدام ثقتهم بالتصريحات الحكومة التي أصبحوا يصفونها بأنها "تصريحات نفسية لإبعاد المواطنين عن التدافع لطلب المواد المفقودة".
الحكومة تنفي أزمة البنزين وتؤكد في الوقت نفسه تخفيض المخصصات!
وبالتوازي مع تصريحات وزارة النفط حول عدم وجود أزمة في المحروقات، أكدت الوزارة تخفيض المخصصات التي بُدئَ بها بداية عام 2021 الجاري بنسبة بلغت نحو 17% على حد قولها، فيما أشارت صحيفة محلية إلى بلوغ نسبة تراجع كميات البنزين الموزعة مؤخراً فقط بنحو 10 في المائة عن الكمية التي كانت تُوزع سابقاً، وهو ما يعكس مقدار فقدان المادة من السوق، بالتزامن مع ارتفاع طلبها في فصل الشتاء.
استيراد بالقطّارة!
وكما في كل أزمة وقود سابقة، وبحسب ما يصرح بعض المسؤولين، وما تنشر صحف محلية رسمية. فإن أزمة توفر البنزين سببها تأخر وصول الدفعات الجديدة من المادة إلى سوريا. وبالتالي فإن الأزمة ستبقى متكررة ومستمرة في كل مرة إلى حين وصول التوريدات الجديدة، وفق هذه التصريحات.
ورداً على المواطنين الذين يطالبون بزيادة كمية المحروقات المستوردة لتجنب تكرار الأزمة الحالية. يربط مسؤولو الحكومة -كما في كل أمر متعلق بالجانب الاقتصادي- بين تأخير وصول الناقلات بالحصار الاقتصادي الغربي المفروض على سورية. وسط تراجع مقدرة الحكومة على تأمين الدولار اللازم لاستيراد المحروقات مع وصول سعر صرف الدولار في البلاد إلى أرقام قياسية.
طوابير طويلة أمام محطات وقود العاصمة
وشوهدت منذ أسبوع وإلى لحظة تحرير الخبر، طوابير طويلة أمام مختلف محطات وقود العاصمة التي خلت أغلبها من مادة البنزين . -وهو مشهد بات مألوفاً ومتكرراً في كل شهر أو أقل-، ورغم عدم وجود مادة البنزين… وصل طابور محطات وقود "ابن عساكر" إلى شركة النقل الداخلي. وامتد طابور محطة المجتهد إلى مبنى قيادة الشرطة، بينما اقترب طابور محطة وقود الجلاء من الوصول إلى المدينة الجامعية.
ومنذ بداية الشهر الحالي، أصبحت مادة البنزين شحيحة، وفرغت معظم المحطات من البنزين. واضطرت إلى إغلاق أبوابها أمام المستهلكين مع انتهاء الكمية المتوفرة لديها.