ضمن سياسة التعامل الأمني... التربية السورية تلاحق أصحاب الدروس الخصوصية

03/03/2021
الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية في سوريا... رافد مادي يعين على تحمل تكاليف المعيشة

يعتبر إعطاء الدروس الخصوصية في المنازل لطلاب المدارس في سوريا، المنفذ الاقتصادي المتبقي للكثير من المدرسين وخريجي الجامعات الذين لم يغادروا البلاد رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف في البلاد، ويعتمد هؤلاء الجامعيون والمدرسون على ما يستطيعون تحصيله من الدروس الخاصة لتعويض جزء من النقص الهائل في ميزانيتهم ومتطلبات معيشتهم.

الحكومة تلاحق المدرّسين الخصوصيين

وفي سياق التعامل الأمني من قبل الحكومة السورية الذي تفرضه على الكثير من الأشياء التي تعود بالأموال على المواطنين، وعلى غرار تعاملها الأمني سابقاً في إغلاق مكاتب الصرافة أو ملاحقة الحلقات الأصغر من البائعين لضبط الأسعار وتجاهل التجار الكبار والمستوردين، أعلنت وزارة التربية في سوريا ملاحقة من يقوم بإعطاء دروس خاصة للطلاب في منزله.

وأكد وزير التربية "دارم طباع"، أن الضابطة العدلية تقوم بملاحقة المدرّسين المخالفين، وأشار إلى أنه في حال كان هناك عدد من الطلاب يتلقون الدروس فإنه يتم اتخاذ إجراءات بحق المدرّس مع فرض غرامة مالية كبيرة بحقه.

تكلفة الدروس الخصوصية بحسب المنطقة والمدرّس

واختلف سعر ساعة الدروس الخصوصية بحسب المنطقة والأستاذ، فوصلت في بعض المناطق إلى 18 ألف ليرة، وفي ضاحية قدسيا ومشروع دمّر وصلت إلى 10 آلاف، وفي مساكن العرين نحو 4 آلاف، في حين بلغت رسوم الدورات المكثفة في المعاهد الخاصة نحو 50 ألف ليرة للطالب عن كل مادة.

وزير التربية في الحكومة السورية يدافع عن المدارس العامة

وبحسب تصريحات وزير التربية في الحكومة السورية، فإن عمل الحكومة جارٍ للحد من الدروس الخصوصية، وأكد الوزير إجراء دورات استلحاق في جميع المحافظات ممولة بالكامل لطلاب الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي، إضافة للعمل على رفع قيمة الساعات للمكلفين، في حين تزامن التصريح والتضييق على المدرّسين الخصوصيين في وقت تعاني فيه معظم مدارس دمشق وريفها وحلب وغيرها من المناطق من عدم وجود مدرّسين لإعطاء المناهج للطلاب، في ظل هجرة معظمهم إلى خارج البلاد أو سحبهم إلى الخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية، وبالتزامن مع تلاشي قيمة الليرة السورية (شاهد سعر صرف الليرة السورية).

وزير التربية: المسؤولية تقع على عاتق أهالي الطلاب

ومع اعتبار إعطاء الدروس الخصوصية للطلاب بمثابة المخالفة للقانون، فقد حمّل وزير التربية، الأهالي، مسؤولية تسجيل أطفالهم في الدروس الخصوصية. وأعطاهم توجيهات للاهتمام بتدريسهم طيلة العام. و"عدم الالتفات إلى موضة الدروس الخصوصية والتباهي بها" وفق تعبيره.

المدارس السورية... وعود دون حلول

وتعاني معظم المدارس في سوريا من وجود نقص في العديد من الاختصاصات التدريسية. رغم اقتراب العام الدراسي من نهايته. وأعلن الوزير أنه تم إبلاغ مديري التربية في المحافظات بأن أي موجه لديه نقص في المدارس بالمدرسين سوف يتم إعفاؤه. فيما لم يغير هذا التصريح والوعيد من حقيقة هجرة معظم المدرّسين وفراغ المدارس.

وبالإضافة إلى كل ما سبق، يحمل الكثير من الأهالي، وزارة التربية والحكومة بالتسبب لهم بتحمل أعباء تكاليف الدورات الخصوصية. بسبب تراجع مستوى التدريس وعدم وجود مدرّسين كافين. وعدم توافق حجم المناهج مع مدة الدراسة،

شارك رأيك بتعليق

5 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
أديب المصري
3 سنوات

مع احترامي الشديد لوزير التربية بس واقع مدارسنا العامة ببكي فمدرستنا لاتمتلك مدرس للرياضيات و لا العربي و لا الفرنسي شو نعمل و الولد صف عاشر و العاشر اساس البكاللوريا (مدرسة المقليبة الثانوية )

دكتور خيرية
3 سنوات

يجب الاهتمام بالتعليم في المدارس ومراقبة المدرسين المتعاقدين على ان يهتموا بشرح وافر للطلاب حتى لايحتاجوا الى دروس خصوصية وانا بنظري الطالب الذي لايفهم الدرس ولايهتم فالمدرسة الخصوصي لن يفيده لكن اصبحت موضة مثل مصر
هل كان مدرس الخصوصي يحتاج مدرس خصوصي كلنا درسنا لوحدنا لكن كان المدرس في المدارس يخاف الله اكثر من الان

فاطمة مطر
Reply to  دكتور خيرية
3 سنوات

المشكلة في الطلاب و عدم اكتراثهم لاهمية احترام المعلم الامر الذي نفر الاساتذة من المدارس فمن الافضل تقوية دور المرشدة النفسية بمدرسة التي توجه الطلاب بحذر ?

نبيل مزهر
3 سنوات

سياسة دولتنا اتجاه كل شرائح المجتمع السوري هي سياسة فاشله بكل المقاييس من فشل لفشل ومن فساد لافسد صرلنا ٥٠ سنه على نفس الوتيره وما في امل من هيك حكومه ابدا

محمد
3 سنوات

كمدرس سابق هاو وغير متفرغ ولكن كان شغوفا بالتدريس ..بمقارنة بسيطة بين وضع المدرس والمدرسة قبل 20 و30 سنة والوقت الحالي..نجد أن النفس الأبوي في التدريس اخذ في التلاشي..كان الكثير من المدرسين (وليس كلهم بالتأكيد وكنت ضحية لإهمال بعضهم) كانوا يخافون على مستقبل الطلاب..وكان الإلقاء من القلب وكان للمدرس عموما احترامه وتقديره…أما الآن فالغالبية باتت تنظر للتدريس في المدارس على أنه (بيزنز) لجلب الدروس الخصوصية والشهرة بين المعاهد…ومع فقدان الاحترام في المدارس (نتيجة التقليد الأعمى للغرب في منع تعنيف الطلاب الوقحين من غير إيذاء بالطبع) بات المدرس أقل مبالاة بمصير الطلاب..وزاد الفقر الذي يطمر سورية (بفضل السياسة الحكيمة جدا جدا!)… قراءة المزيد ..

مقالات متعلقة: