تسعير المنتجات عند تقلبات العملة والاقتصاد... هكذا يتم الأمر

25/02/2021

يعتبر تسعير المنتجات التجارية أمراً دقيقاً وليس اعتباطياً، إذ يؤثر تجاهله أو العشوائية فيه إلى اضطرابات مالية غير محمودة العواقب. وكثيراً ما يتسبب بمشكلات كبيرة لأصحاب الشركات التجارية. وبالتالي لا بد من اتباع استراتيجية تسعير عبر طرق ووسائل وحسابات موصلة إلى الغاية المرجوّة.

وتعتمد عملية تسعير المنتَج على تقدير العميل لقيمة وفائدة المادة وتكلفتها، بالإضافة إلى حساب عائد الربح المطلوب تحقيقه بما يتناسب مع المعطيات الأخرى. والتي هي: (تكلفة الانتاج، تكلفة التوزيع، الأحوال المالدية للمستهلكين، الوضع الاقتصادي للسوق، المصاريف الهامشية للمنتَج، أسعار البضائع المنافسة).

التسعير في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة

وإن كان التسعير المدروس أمر لا بد منه في عموم الأوقات، فهو في ظل الأحوال الاقتصادية الصعبة والمتقلبة أشد ضرورة، حيث لا يمكن رفع الأسعار في حالة الركود الاقتصادي، والعكس بالعكس. إذا ليس من المنطق طرح المنتجات بأسعار رخيصة في ظل انتعاش الأسواق. وبالتالي فكلما كان السعر مدروس أكثر سيلقى إقبالاً أكثر وسيحقق أكبر قدر من الأرباح.

الاستراتيجيات الأمثل لتحديد أسعار المنتجات وقت الأزمات؟

- اختراق السوق بالأسعار المنافسة رغم تقلب الأحوال

وتستخدم هذه الطريقة عادة في المرحلة الأولى من دخول السوق. وتهدف إلى اختراق السوق ومنافسة السلع وأسعارها وإثبات الذات وتحقيق شهرة كافية لجذب العملاء في الوقت الذي يضطر فيه معظم مستثمري السوق إلى رفع أسعارهم. ومن مساوئها أنها مليئة بالمخاطرة والخسارة في البداية، غير أنها تعطي شهرة تمتد إلى مراحل متقدمة تغطي غالباً مرحلة الخسارة المدروسة.

- التسعير وفق خطة الطوارئ

وتحدث عندما تقرر الشركة تقليل النفقات في عموم مراحل الانتاج والتسويق، بهدف تخفيض التكلفة والتمكن من تخفيض سعر المنتَج من هامش التوفير. بدل تخفيض السعر على حساب مقدار الربح أو نسبة الخسارة.

ومع العلم أن التسعير بخطة الطوارئ متبعة من الشركات والموزعين وتجار الجملة والمفرق. إلا أنها تناسب الشركات الكبيرة وليس الصغيرة. فالصغيرة والمبتدئة مبيعاتها أساساً قليلة نسبياً وقد لا تتحمل المخاطرة في تخفيض الأرباح.

- التسعير التنافسي

ويتم بعد قراءة أسعار السلعة في السوق بغض النظر عن تكلفتها ورواجها، ومعرفة متوسط سعر السوق. واستغلال ذلك بتقليل هامش الربح وطرح سعر أرخص مع المحافظة على الجودة، لجذب مزيد من الزبائن.

- التسعير وفق العرض والطلب أو الموسم

ويعتمد على المرونة في أسعار السلع وتبديلها بحسب مقدار الطلب عليها من قبل الزبائن ومقدار توفرها في السوق، وأكثر ما تستخدم في الفنادق والصالات وشركات الطيران.

- التسعير الترويجي

فيعمد المستثمر إلى تقديم هدايا أو خصومات أو قسائم في حال شراء مقداراً محدداً أو بضاعة محددة من المتجر. بهدف جذب العملاء ورواج حركة بيع السلعة. أو الهروب من تجميد مقدار من الرأسمال ببضاعة اقترب نفاد موسمها.

- التسعير وفق التأثيرات النفسية

ومن ذلك تحديد بعض السلع بسعر أرخص بقرش أو سينت أو هللة مثلاً، كتسعيره بـ9.99 أو 99.99 وهكذا، أو الإعلان عن تخفيضات بنسبة محددة. أو عرض أكثر من نموذج بأكثر من نوع مع اختلاف الجودة، فهذه كلها أمور ستحرك عاطفة الزبون وتقوده للشراء.

بعد التسعير… اصعد تدريجياً في الربح

فبعد تنويع أسلوب التسعير بالطرق التي تحقق لك الربح، وتناسب السوق والزبائن والوضع الاقتصادي المتقلب. ويمكنك زيادة نسبة ربحك تدريجياً ولكن بخطة دقيقة وبخطوات محددة وبشكل مدروس للغاية. ولا بأس بتطوير طريقة التسعير ونسبة الربح بالطريقة الموافقة للمعطيات الأخرى. وبالتالي تحقيق الربح الأمثل والثبات في السوق، وكسب ثقة الزبائن.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: