باتت معاينة طبيب الأسنان الرسمية المحددة من قبل الحكومة السورية، تبلغ ما مقداره فقط 4 سينت (وهي أربعة أجزاء من أصل مئة جزء ينقسم إليه الدولار الأمريكي). عقب التضخم الواسع الذي أصاب الليرة السورية، والانهيار الاقتصادي وتدني القيمة الفعلية لليرة السورية ووصولها إلى مستويات تاريخية.
معاينة طبيب الأسنان الرسمية هي فقط 110 ليرات
وتبلغ التعرفة الرسمية المحددة 110 ليرات سورية، وهي سارية المفعول منذ عام 2012. ومن المؤكد والبديهي أنها غير معمول بها فعلياً مطلقاً، غير أنها ثابتة رسمياً وغير معدلة. أي يحق للحكومة مساءلة الطبيب أو مقاضاته قانونياً إن خالفها، بالإضافة إلى أنها تلعب دوراً في تحديد الراتب التقاعدي للطبي.
وبلغ قلة مقدار التعرفة الرسمية -غير المعمول بها فعلياً- حداً لا يكفي لتغطية جزء صغير من تكاليف معالجة أيٍّ من الأسنان، بل لا تفي بكلفة أقل المواد الطبية السنية التي يستخدمها الطبيب. وخاصة باعتبار معظمها مستورد من خارج سوريا.
مثال يوضح الفارق بين تكاليف طبيب الأسنان وأجور المعاينة
وكمثال حول الهوّة الكبيرة بين التكاليف والرسوم الرسمية، أوضح نقيب أطباء الأسنان في سوريا "زكريا الباشا"، أن تكلفة فحص كل مريض مع إجراءات التعقيم المطلوبة تكلف طبيب الأسنان بين 3 إلى 5 آلاف ليرة، بينما تعرفة وزارة الصحة 110 ليرات. وتكلفة المخابر لأجهزة الفكين العلوي والسفلي (بدلة الأسنان أو التعويض الكامل) تصل إلى 75 ألف ليرة ومع تكلفة المواد الموضوعة وأجرة الطبيب تتراوح بين 100 إلى 150 ألف ليرة. في حين التعرفة الحالية لا تتجاوز 6 آلاف ليرة.
مطالبات لتحسين الأوضاع دون رد حكومي
وبحسب نقيب أطباء الأسنان، فقد تمت مطالبة وزارة الصحة برفع التعرفة الطبية، حيث تم تشكيل لجنة مشتركة بين النقابة والوزارة لدراسة تعرفة "لا يكون فيها إجحاف للطبيب ولا المريض"، على حد تعبيره. فيما عقب نقيب الأطباء بأن النقابة لم تحصل على أي تجاوب أو تعاون من الوزارة.
رواتب أطباء الأسنان التقاعدية لا تغني من جوع
وبما أن الرواتب التقاعدية لأطباء الأسنان مرتبطة بمقدار التعرفة الرسمية وسنوات العمل… فإن راتب الطبيب التقاعدي حالياً لا يتجاوز الـ40 ألف ليرة. وهو ما لا يكفيه لسد الرمق حتى فضلاً عن تأمين حياة كريمة له. فيما لم تلقَ المطالبات بزيادة راتب التقاعد أيضاً أي أذن صاغية من قبل الحكومة.