التقنين في كل شيء... آخر ما تبقى للسوريين لتخفيض النفقات

23/02/2021

وصل غلاء الأسعار في سوريا الذي عمّ جميع السلع الغذائية والتموينية والملبوسات وأسعار البيوت والآجار، إلى حد بات المواطنون السوريون عاجزون عن تأمين احتياجاتهم واحتياجات عائلاتهم على جميع الأصعدة، وخاصة مع ارتفاع مستوى التضخم وانهيار سعر صرف الليرة السورية، وبقاء رواتب الموظفين عند حدود لا تكفي لتلبية أدنى أساسيات الحياة.

التقنين في كل شيء حتى أساسيات الحياة


ومع هذه المقدار من العجز المادي الذي أصاب معظم المواطنين السوريين، لم يكن أمام الأهالي سوى اللجوء إلى التقنين أمام جميع المستلزمات، الغذائية والمعيشية والسكنية وحتى الطبية.

التقنين في الاحتياجات الغذائية

بات كثير من السوريين يستعيضون بالسلع الغذائية والمواد ذات السعر الأدنى، عن المواد مرتفعة السعر، بغض النظر عن فائدتها وضررها على الصحة العامة للجسم، بل وبات من يوميات السوريين اختيار مستلزمات الطبخ وفق التكاليف المادية الأقل، وتقديم الخضروات الرخيصة على غيرها من الخضروات الغالية كالباذنجان والكوسا.

فمثلاً استعاض كثير من المواطنين بلحم العجل عن لحم الدجاج كونه أقل سعراً، وبلحم الدجاج عن اللحوم الأخرى، وبالزيوت والسمون الرخيصة ولو كانت مهدرجة أو أكثر ضرراً أو خليطة، عن أنواع السمنة والزيوت ذات السعر الأغلى، والأرز الرديء عن الأرز المصري والإسباني، وهلمّ جراً على جميع الغذائيات.

التقنين في السكن

ومع ارتفاع أسعار العقارات في عموم المناطق السورية، فمن الطبيعي لجوء الناس إلى الأحياء الشعبية الأرخص سعراً، غير أن الغلاء الذي اجتاح حتى عقارات المناطق الشعبية معدومة التنظيم والخدمات بسبب غلاء الحديد والإسمنت وأدوات البناء وانهيار العملة، لم يجعل الشراء خياراً للفئة الأكبر من الشعب، فشاع اللجوء إلى الاستئجار وهو ما أدى أيضاً إلى غلاء الإيجارات.

ومع غلاء الإيجارات في عموم المناطق المنظّمة والشعبية… أضحت خيارات التقنين أكثر صعوبة، وكادت أن تكون منحصرة في سكن أكثر من عائلة من الأقرباء في البيت الواحد، لتخفيض تكاليف السكن إلى النصف، بالإضافة إلى تقاسم الفواتير وتكاليف إجراء العقد.

التقنين في الملبوسات

فمع حلول الشتاء… وتعدد الأشخاص في العائلة الواحدة… وخاصة مع وجود أطفال لا يقاومون البرد، بات تأمين الملبوسات الشتوية عبئاً إضافياً ملحّاً يثقل كاهل الأهالي، وهو ما دفعهم للجوء إلى الملبوسات المستعملة المستوردة (لبس البالة)، والذي انتشر ليشمل 6 أسواق كبيرة في دمشق ومثلها ربما في حلب وبقية المحافظات السورية، إلا أن الحكومة السورية مؤخراً باتت تحارب انتشار هذا النوع من الملبوسات، وهو ما أوقع الأهالي بمزيد من الحرج.

ومن ضمن التقنين الذي لجأ إليه الكثير من المواطنين بخصوص الملابس، ميل بعض الناس إلى محاولة خياطة ملبوسات على أيديهم بخبرة شخصية تراكمية أو بنصف خبرة.

التقنين في استهلاك الوقود

ولن نخوض هنا في تخفيض استهلاك مازوت التدفئة فهذا شبه عام وشائع بين الناس، بل بات الناس يلجئون كثيراً إلى تأمين الخشب أو أي شيء يمكن حرقه في المدفأة تحاشياً لاستهلاك المحروقات بسبب غلاء سعرها، ولجأ الناس إلى استخدام أنواع من الوقود مؤذية للسيارات والبيئة لكونها أرخص سعراً.

شارك رأيك بتعليق

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ابو محمد
3 سنوات

حسبنا الله ونعم الوكيل

احمد محمد
3 سنوات

الله يجيرنااا من الاعظم..
حسبنا الله ونعم الوكيل يارب لطفك وفرجك

مقالات متعلقة: