احذر من زيف توصيات تداول العملات والذهب... فقد تخدع المستثمرين والأسواق

21/02/2021
توقعات المحللين والباحثين وبيوت الخبرة لا تعني بالضرورة حدوثها مستقبلاً

يتأثر كثير من المستثمرين في سوق العملات وتداول المعادن الثمينة عند الإقبال على البيع أو الشراء، بآراء المحللين ومراكز البحوث المتخصصة حول حركات الصعود أو الهبوط المتوقعة المقبلة، والتي من المفترض أن تكون موضوعية إلى أعلى درجاته في استنتاجاتها، ولكن هل هذا فعلاً ما يتم حدوثه دائماً!؟

تخضع عموم التحليلات والتصورات في العادة إلى المعطيات وهذا معروف ولا نقاش فيه، غير أن كثير من النتائج يكون أصحابها متأثرون بشكل أو بآخر أحياناً بمشاعرهم السلبية أو الإيجابية أو تصوراتهم السابقة وبالتالي فإن توقعاتهم في هذه الحالة تكون غير دقيقة ومتأثرة بميولهم، وذلك وفق ما أثبتت دراسات بحثية وتحليلية متخصصة.

رأي علم النفس الاجتماعي حول الموضوعية والتحيز في التوصيات

ويسمي بعض علماء "علم النفس الاجتماعي" هذه الظاهرة اسم "المنطق المُوجَّه" أو "المنطق المُتأثّر"، وتعني إيجاد أشخاص أو جهات ما تبريرات عقلانية تدعم استنتاجاتهم التحليلية عند تقييمهم لمستقبل عملة ما أو معدن نفيس ما بقصد أو بدون قصد، وبالتالي ارتباط توقعاتهم بنظرتهم المسبقة حيال أمر ما، فيما يشير الاختصاصيون النفسيون إلى أن ذلك قد يحدث في "لا وعي" الباحثين التابعين لشركات البحوث وبيوت الخبرة، وفي حالة يعتقد أصحابها واهمين أنهم اتبعوا أدق درجات الموضوعية دون التأثر بأي تحيز مسبق حيال توقعات الأرباح وتوصيات البيع أو الشراء أو الاحتفاظ.

الانخداع عند تقديم التوصيات حول مستقبل العملة أو المعدن النفيس

ويحدث خلل تقييم المستقبل الربحي عادة بعد مرحلة تحليل واقع التداول وتأثراته ومراقبة حركة صعوده أو هبوطه السابقة وتوقع الحركة اللاحقة، وبالتحديد عند الخروج بالتوصيات، وهنا يحدث التأثر غالباً، وبالتحديد عند الخروج بتوصيات البيع أو الشراء أو الاحتفاظ تفاؤلاً أو تشاؤماً، فكثيراً ما يحدث في هذه المرحلة التأثر بالمرحلة السابقة للعملة أو المعدن.

وبالتالي فإن كان التوقع هو الصعود فسيميل الباحث لجمع كل المعلومات والمعطيات التي ترجح ذلك وسينصح بالإقبال على الشراء، والعكس بالعكس، بينما لا يوجد ارتباط قطعي في كثير من الأحيان بين التوقع والتوصية، وبعبارة أخرى فإنّ توقّع تحسن عملة ما لا يعني بالضرورة أنها عملة جيدة ينبغي شراؤها.

وبالإضافة إلى ذلك… يميل الكثير من المحللين في توقعاتهم للأرباح الفصلية إلى دعم استنتاجاتهم المعلنة في توصياتهم السابقة، لدعمها وإظهار صحتها بقدر الإمكان.

دراسة أثبتت الخلل في معدل التوقعات والتوصيات

واستنتجت دراسة أجريت في عام 2002 حول العلاقة بين توصيات التداول وتوقعات المحللين للأرباح، شملت حينها تحليل آلاف التوصيات والتوقعات في السوق الأمريكية، أن معظم توقعات المحللين تجاه ما أوصوا بشرائه كانت متفائلة، فيما كانت متشائمة حيال أرباح ما أوصوا ببيعه، متأثرين بـ"وهم الموضوعية" الذي جعلهم يميلون إلى معالجة المعلومات المتاحة بطريقة تجعل توقعات الأرباح تتفق مع توصياتهم السابقة.

الخلاصة…

ومع إثبات مقدار تأثر المحللين الباحثين وبيوت الخبرة ببعض المعطيات، ومدى موضوعية وتحيز بعض آرائهم حيال استشراف مستقبل العملات والمعادن الثمينة، فإن ذلك لا يعني خطأ كل تحليل صادر، فغالباً ما تصدق توقعاتهم المدروسة بدقّة، وهذا يعني أن حديثنا السابق هو عن جزء من الحالات وليس جميعها، وبالتالي لا بد من الاطلاع على أكثر من رأي قبل اتخاذ القرار، ثم الانتقال إلى مرحلة القرار مع تحمل مسؤولية كافة التبعات سلباً أو إيجاباً.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: