بخلاف مصارف العالم... مصرف حكومي سوري يحظر إيداع أكثر من مليون ليرة سورية

أصدرت الإدارة العامة لمصرف التوفير الرسمي الحكومي، قراراً منعت بموجبه جميع المتعاملين مع المصرف وزبائنه الذين بلغت أرصدتهم المليون ليرة سورية، من إيداع أي مبلغ في حساباتهم المفتوحة لدى المصرف زيادة عن ذلك، وتحديد سقف المبالغ المودعة في الحسابات بما دون المليون ليرة سورية فقط.

قرار مخالف لعادة البنوك والمصارف

ويعتبر قرار الحد من استقبال المصرف لأموال المواطنين، مخالف لتوجهات جميع مصارف وبنوك العالم التي تنتهج دائماً استقطاب العملاء وإقناعهم بإيداع أكبر مبلغ ممكن من أموالهم لديها، بهدف توفير السيولة للاستثمارات، أو تأمينها للمستثمرين مقابل الحصول على الفائدة.

قرار غير معلن رسمياً وبدون توضيحات

ولم توضح إدارة مصرف التوفير أسباب اتخاذها هذا القرار للعملاء، كما لم تُعلن قراراتها وتعاميمها بشكل رسمي، بل اكتفت بإصداره وتعميمه داخلياً بين الإدارة العامة للمصرف وبين فروع المصرف في المحافظات.
ونقل موقع صحيفة "تشرين" الحكومية الرسمية، عن المديرة العامة لمصرف التوفير في دمشق "رغد معصب"، قولها، إن القرار تم اتخاذه بناء على قرار مجلس الإدارة، وأضافت: "كل متعامل لا يناسبه هذا القرار بإمكانه فتح حساب جار من دون فائدة".

سبب عدم استقبال مصرف التوفير ما يزيد عن المليون ليرة

ويرى محللون اقتصاديون، أن قرار مصرف التوفير الحكومي الرسمي بعدم قبول إيداعات عملائه التي تزيد عن مليون ليرة، يعتبر مؤشراً على مستوى الاقتصاد السوري الذي وصل إلى حد الانهيار شبه التام والعجز الكامل عن إنشاء وتمويل المشاريع الاستثمارية، وبالتالي عجز المصرف عن دفع الفوائد للمودعين.

سقف منخفض للغاية مقداره 300 دولار فقط!

ويعتبر تحديد سقف الإيداعات بمليون ليرة سورية في الحساب الواحد سقفاً منخفضاً للغاية، وخاصة مع انهيار القيمة الفعلية لليرة السورية وبلوغها مستويات تاريخية في الهبوط أمام جميع العملات الأجنبية، حيث باتت المليون ليرة تبلغ قيمتها 290 دولاراً فقط وفق أحدث سعر صرف مسجل اليوم الأحد 21 شباط 2021. (شاهد أسعار صرف العملات في سوريا)

ووفق هذا القرار، لم يعُد أمام المشتركين في مصرف التوفير من خيارات، سوى إقفال حساباتهم وسحب أموالهم والبحث عن مصارف وبنوك أخرى يتاح لهم فيها إيداع مبالغ مالية بالليرة السورية تتجاوز قيمتها العظمى الـ300 دولار أمريكي!