قروض سكنية للتملك من البنك العقاري السوري لا تكفي الآجار السنوي

19/02/2021
البنك العقاري
المصرف العقاري المانح للقروض السكانية - دمشق

يمنح البنك العقاري الحكومي في سوريا، قروضاً تحت مسمّى "القروض السكنية" من المفترض أن تكون تغطية لسعر مَسْكن يُمنح ضمن شروط للمواطنين السوريين ذوي الدخل المحدود، الذي يمكنهم سداد أقساط القرض، بهدف تشجيعهم على شراء البيوت بهدف السكن بدل لجوئهم إلى الاستئجار.

وبعد التضخم الكبير والانهيار الحاد الذي أصاب الاقتصاد السوري، ومع فقدان القيمة الشرائية لليرة السورية، لم يعد هذا "القرض السكني" يكفِ لتغطية بدل استئجار منزل للسكن لمدة عام واحد، وليس لشراء المسكن.

قرض سكني للتملك العقاري قيمته 4 آلاف دولار فقط!

ويبلغ سقف القرض السكني الممنوح من البنك العقاري 15 مليون ليرة سورية، وهو ما يساوي بالدولار الأمريكي وفق سعر الصرف الحالي في دمشق نحو 4450 دولار فقط، وهو ما أثار التساؤل والاستغراب حول وجود مسكن بهذا السعر! (شاهد سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية)

ولا بد من التنويه هنا إلى أن مبلغ الـ15 مليون ليرة سورية (4450 دولار) لا يُمنح لجميع المتقدمين للحصول عليه، بل هو أعلى سقف ممكن للقرض، والذي قد لا يُمنح إلا ضمن نطاق محدود ولأشخاص محدودين وبعد استيفاء تام للشروط، بينما قد يكون المبلغ الأكثر منحاً للكثيرين مثلاً هو نصف هذا القدر أو أقل أو أكثر، وهو فعلياً لا يمكن أن يغطي تكلفة أجار منزل فضلاً عن امتلاكه.

تضاعف قيمة القروض السكنية بسبب التضخم

ويُعتبر السقف الحالي المعمول به حالياً (15 مليون ليرة) تم رفعه في سنة 2020 المنصرمة بعد أن كان 5 ملايين ليرة فقط في عام 2019، فيما يُدرس الآن احتمالية رفعه إلى 30 مليون ليرة أو 50 مليون ليرة، وهو ما يوضح مقدار التضخم الاقتصادي الكبيرة ومقدار انهيار قيمة الليرة السورية.

المقترضون غير قادرين على سداد القرض السكني

ويعاني البنك العقاري أساساً من تعثر سداد القروض السابقة من قبل المواطنين المقترضين، وذلك مع تجاوز خط الفقر حاجز الـ90% من المواطنين، ومع عدم كفاية الرواتب البالغة 60 ألف ليرة سورية لتأمين الطعام لعدة أيام فضلاً عن استيفاء الديون منها، وهو ما أدى بالنتيجة لاستنزاف أموال البنك وإرهاقه بتحصيل الديون المتعثرة، وخاصة مع خروج بعض المقترضين من سوريا.

غلاء أسعار العقارات والإيجارات أمام تلاشي قيمة القروض السكنية

ووصلت أسعار العقارات في العاصمة السورية دمشق إلى أرقام فلكية صادمة للراغبين بالتملك، ليتجاوز سعر بعض البيوت 7 مليارات ليرة سورية في تراسات دمّر و3 مليارات في الميسات، ومليار في شارع 29 أيار، اضطر المواطنون للجوء إلى آجار البيوت لتأمين مأوى لهم، غير أن شبح الغلاء لاحقهم ليُسجّل أرقاماً فلكية من جديد!

كما وأصاب الغلاء الفاحش عموم إيجارات العقارات السكنية في دمشق ومعظم المناطق السورية، ووصل بدل أجار (الغرفة المفروشة الواحدة) في منطقة مزة 86 إلى 100 ألف ليرة سورية، علماً أن مساحتها لا تتجاوز 10-13 متراً ولا يتجاوز الفرش أكثر من براد صغير وسرير وأريكة، وخلال الأشهر الستة الأخيرة، زادت إيجارات الكثير من المنازل من 40 – 60 ألف ليرة إلى مئة ألف ليرة، بنسبة زيادة بلغت 100 في المائة، فيما بلغت أسعار البيوت الكاملة المحتوية ثلاث غرف أضعاف ذلك.

شارك رأيك بتعليق

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
نور
3 سنوات

ههههههههههه لا المضحك اكتر بدك 15 كفيل موظف راتب كل واحد اقل شي 40,000 ل س واضافة لتعقيدات عقارية بدك 2 مليون ليرة سورية حتى تستخرجها وتكون جاهزي

مقالات متعلقة: