طرح عملة جديدة من غير نماء اقتصادي أو سحب عملة بقدرها... دفع الاقتصاد السوري إلى الهاوية

16/02/2021

يرتبط طرح الفئة الجديدة من العملة السورية بقيمة 5 آلاف ليرة، بعاملين رئيسيين لا بد من تحققهما، حتى لا تكون الليرة عبئاً جديداً أمام مزيد من التضخم والانهيار الاقتصادي، ولكن من الملاحظ عدم أخذهما بعين الاعتبار من قبل المصرف المركزي السوري والحكومة السورية، وهذا واضح ليس فقط من جهة التصريحات، بل من جهة النتائج أيضاً، حيث أضيف عبء جديد على الليرة تسببت بانهيار مزيد من قيمتها الشرائية، بالإضافة إلى حدوث غلاء فاحش أصاب عموم السلع.

1- سحب الأوراق النقدية الأقل قيمة والعملة التالفة

وأول ما كان يجب فعله بالتوازي مع طرح الفئة النقدية الجديدة، سحب أوراق نقدية مكافئة لقيمة العملة المطروحة، أو إتاحة المجال للمواطنين لاستبدال العملة الوطنية التالفة بالعملة المطبوعة حديثاً، وهذا -إن حصل- لن يحسّن الاقتصاد السوري المتهالك بطبيعة الحال، ولكن لن يزيده سوءاً بهذه الخطوة.

وما حصل في الأسواق السورية، هو طرح كميات كبيرة من الفئة الجديدة دون سحب مقابل لها، وبالتالي ازداد المعروض في الأسواق وحصل تضخم في قيمة الليرة وكمياتها المتوفرة، وبدأت بفقدان المزيد من قيمتها بدءاً من أول يوم طُرحت فيه العملة الجديدة.

ويُعرف نهج الحكومة هذا اقتصادياً باسم "التمويل بالعجز"، ويهدف لطباعة ونشر أوراق نقدية لتغطية رواتب الموظفين والاحتياجات المحلية دون توفّر رصيد أو قيمة فعلية لهذه الأوراق عالمياً.

2- ارتباط طباعة عملات جديدة بـ"النماء الاقتصادي"

وعادة ما تلجأ الدول إلى طرح فئات نقدية جديدة أو زيادة ضخ فئات سابقة بهدف التشجيع على زيادة المشاريع الاستثمارية وزيادة الإنتاج وتحقيق مزيد من النماء الاقتصادي.

هذا عادة… أما في الوضع السوري، ومع تفشي مظاهر الانهيار الاقتصادي شبه التام في البلاد وفقدان الليرة السورية لقيمتها، وانعدام سكة الإنتاج الصناعي في شتى المجالات، فهذا ما لا يمكن وضعه بميزان المقاييس الاقتصادية للدول.

شارك رأيك بتعليق

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
محمد بركات
3 سنوات

حل مشاكل المواطنين الاقتصاديه ينبغي أن يسبق أي عملية أخرى تصب في مصلحة الحكومه ، وفي النتيجه هذا المواطن المعتر الدرويش سينزل إلى الشارع للمطالبة بحقوقه المسلوبه وعلى رأسها لقمة العيش وكما قال ابا ذر : عجبي لامرىء لا يجد قوت عياله لا يخرج في الناس شاهرا سيفه !

ابو تميم الطياوي
Reply to  محمد بركات
3 سنوات

من لم يخرج خلال العشر سنوات السابقة لن يخرج اليوم بل سيموت جوعاً من اجل ان يحكم الطاغية ومن بعده ابنه

Mohamed Ali
3 سنوات

البلد الذي يطبع عملة من فئه كبيرة يعني الوضع الاقتصادي متدهور بشكل كبير وان نسبة التضخم عالية جدا وستبقى في تدهور وهذة الحالة اما تكون في حالة حرب او حصار اقتصادي والاثنين موجودات في سوريا الأسد

مقالات متعلقة: