ملابس البالة في سوريا.. أرباح للتجار وملاذ للأهالي في ظل الغلاء

22/01/2021

مع تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا وغلاء الأسعار إلى حد أثقل كاهل الأهالي، لاقت الملابس المستعملة المستوردة "البالة" رواجاً كبيراً في الأسواق، لامتيازها عادة بجودتها العالية وسعرها الرخيص بالنسبة للأهالي، وهذا ما شجع التجار على استثمار أموالهم باستيراد "البالة" لتحقيق أرباح كبيرة في عموم أسواق المدن السورية.

ومع دخول فصل الشتاء وهبوط درجات الحرارة إلى عدة درجات تحت الصفر، لم يجد كثير من السوريين أفضل من اللجوء إلى شراء الألبسة المستعملة لإكساء عائلاتهم وأطفالهم، لمقاومة البرد في ظل الوضع الاقتصادي المتردي للأهالي.

وكما هو الحال في التعامل مع احتياجات السوق وتطبيقاً لنظرية "العرض والطلب"، وجد كثير من التجار والمستثمرين سوقاً جاهزة لاستيراد "البالة" وضخها في الأسواق التي انتشرت بشكل غير مسبوق في دمشق وحلب وعموم المناطق السورية، وهو ما درّ أرباح وافرة لهم، مع تزايد حاجة السوق لمزيد من تلك الملبوسات رخيصة الثمن.

ومن بين آلاف الزبائن، قابل موقع "الليرة اليوم"، السيدة "فاطمة" (في العقد الخامس من العمر) وهي زبونة دائمة في أسواق "البالة"، وروت تجربتها في شراء الألبسة المستعملة من تلك الأسواق.

تقول "فاطمة" إنها تزور بشكل متكرر أسواق الألبسة المستعملة في مدينة حلب، بهدف سد احتياجات أسرتها المكونة من خمسة أفراد، مع نفاد جميع مدخرات زوجها بسبب غلاء المعيشة والدخول في مشاريع تجارية خاسرة أكثر من مرة.

وأضافت السيدة لموقع "الليرة اليوم": "لم يعد من المعيب شراء الألبسة من البالة، بتنا نرى عموم الفقراء وحتى من كانوا أغنياء يشترون من تلك الأسواق.. قديماً كان زبون البالة يخفي ذلك ويتحرج من إظهاره، بينما الآن الكل يعلن ذلك دون أي حرج".

ومع أولوية السوريين في تأمين المسكن والطعام والاحتياجات الأساسية لعائلاتهم، أصبحت الملابس الجديدة من الأمور الثانوية، وهو ما شجع أسواق البالة على الانتشار غير المسبوق، حيث يوجد منها ستة أسواق في العاصمة دمشق ومثلها ربما في حلب، بالإضافة إلى بقية المحافظات السورية الأخرى.

واستنزفت السنوات الأخيرة في سوريا الاقتصاد السوري في شتى جوانبه، وتسببت بازدياد مستوى البطاله وارتفاع حد الفقر إلى معدلات قياسية، وزاد كل ذلك ظروف تفشي جائحة "كورونا"، حيث بات الكثير من السوريين يعتمدون على الحوالات الخارجية المرسلة من أقربائهم، بالإضافة إلى المعونات الغذائية المقدمة من قبل الجمعيات والمنظمات الإغاثية الدولية، في حين بات الغنى حكراً لدى طبقة قليلة جداً من المجتمع.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: