يتطور علم التسويق والإعلان بسرعة هائلة، ونجد يوماً بعد يوم المزيد والمزيد من الخدع التسويقية التي تقنعك في النهاية بإنفاق أموالك لصالح أصحابها، فلم تعد جودة المنتج هي المتحكم بسعره وشهرته فحسب، بل دخلت فنون وخدع الإعلان والتسويق كعامل قوي في هذه المعادلة.
لكن ورغم كثافة هذه الخدع التسويقية وإتقان عملها فإن الهروب منها ليس مستحيلاً، ويمكنك دائماً تمحيص الخيارات الموجودة للحصول على المنتج الذي يستحق بحق أن تنفق أموالك عليه، ولهذا الأمر عدة أساليب ومبادئ سنسردها عليكم أدناه...
أولاً: المنتج الجيد لا يمكن إخضاعه لتخفيضات كبيرة
حين ترى منتجاً أو سلعةً ما معروضةً للبيع بتخفيض كبير ليبان مغرياً للزبون فأنت أمام احتمالين لا ثالث لهما: إما أن المنتج ذو جودة رديئة أو أن السعر المخفض هو السعر الأصلي أساساً إن لم يكن أعلى.
حيث يحاول البائع باتباع أسلوب التخفيض الوهمي خداعك لتعتقد أنك أنت الفائز هنا، فحينما تحصل على سلعة عليها تخفيض بنسبة 50% مثلاً، ستعتقد أن الناس سابقاً كانت تشتريها بالفعل بذلك السعر الباهظ وأنت الآن حصلت على فرصة لن تعوض.
أما التخفيضات الحقيقية فهي لن تتجاوز حدود المنطق والمعقول، لأن المنتج الجيد ستكون قيمته فيه ولا يحتمل أن ينخفض سعره إلى النصف بدون أن يخسر البائع رأسماله فيه.
ناهيك عن مبالغة الكثير من الباعة والمتاجر في استخدام هذا الأسلوب، خصوصاً بالنسبة للمتاجر الإلكترونية، لذلك تذكر أن البائع هدفه الأول دائماً هو الربح ولن يصبح جميعة خيرية تعرض لك منتجاتها بتخفيضات كبيرة دائماً بدون ترك هامش جيد للربح.
ثانياً: خدعة الحصول على قطعة مجاناً
كثيراً ما نجد إعلانات مثل اشترِ قطعتين واحصل على الثالثة مجاناً، وهنا ينبغي عليك الإدراك ببساطة أنك تدفع ثمن 3 قطع مسبقاً، مجدداً لأن البائع أو المنتج ليس جميعة خيرية ولن يتركك تحصل على أي شيء بدون أن يكون قد استوفى منك ثمنه.
ثالثاً: خدعة "متوفر بهذا السعر لفترة محدودة"
يتم استعمال هذه الخدعة بكثرة في البلدان التي تشهد أزمات اقتصادية أو التي تعيش في حالة تضخم مستمرة، فالزبون هنا سيقلق دائماً من أنه إذا لم يقم بشراء هذه السلعة حالياً فإنها قد لا تعود مجدداً بنفس الثمن، وهذه الطريقة تعد من أقبح الخدع التسويقية لأنها تعتمد على اللعب بأعصاب الناس واستغلال قلقهم وخوفهم.
والطريقة الأمثل للتخلص من هذه الخدعة هي التركيز على حاجتك لشراء هذا المنتج فحسب بغض النظر عن سعره حالياً أو ما سيصبح عليه سعره مستقبلاً.
ونريد هنا أن نلفت نظرك إلى أن البائع أو التاجر لو علم فعلاً أن سعر هذا المنتج سيزيد بعد عدة أيام، لتوجه إما لبيعه بالسعر الطبيعي وبدون إغراءات وهمية لكيلا يستغل حاجة الناس في حال كان صاحب مبدأ قويم، أو أنه يسارع في تخزينه واحتكاره حتى يبيعه مستقبلاً بالسعر الجديد، فليس من المنطقي أن يطلب منك شراءه بسرعة راغباً بالتخلص منه في كلتا الحالتين.
رابعاً: استثناءات
- يمكن للشركات الناشئة والحديثة أن تعرض فعلاً تنزيلات مغرية ولفترات محدودة حتى تسمح لأكبر عدد ممكن من الناس بفرصة التعرف على منتجها، وهذه لا تعتبر خدعة تسويقية بل أسلوب إعلان طبيعي ومرغوب.
- في بعض المجالات التجارية الخاضعة للموضة والمتغيرة باستمرار حسب أذواق الناس (كالملابس على سبيل المثال)، يمكن بيع المنتجات بأسعار أقل من المعتاد حين تنتهي مواسمها وهذه ليست خدعة بل فرصة للبائع من أجل تجديد بضاعته.
خامساً: خاتمة
ليست بالمهمة الصعبة ألا تسمح للمعلنين والباعة بخداعك، لكن الأمر كما يقال إنما هو سهل ممتنع، فالقضية كلها تتركز في إمكانيتك قياس الأمور بشكل منطقي ومجرد بعيداً عن الإغراءات التي غالباً ما تكون واضحة للغاية، فيكفي ألا تدع الحماس يشدك وتفكر بالأمر قليلاً قبل إنفاق أموالك على أي شيء.