شهد سعر البنزين في السوق السوداء في العاصمة دمشق وريفها ارتفاعًا ليصل 25 ألفاً لليتر الواحد، واللافت أنه لحد الآن ما زال غير معروف المصدر، فالبعض يؤكد أنه بنزين مهرب مصدره لبنان والبعض الآخر يؤكد أن أصحاب السيارات الخاصة هم من يبيعون مخصصاتهم من البنزين.
وتزامنًا مع ذلك، أصبح الازدحام على محطات الأوكتان في أوجه وتحتاج عملية التعبئة إلى معارف وإن لم يكن لديك فعليك "بالتزييت" بمبالغ مالية تبدأ بـ25 ألفاً وقد تتجاوز الخمسين ألفاً.
في هذا السياق، يقول صاحب سيارة أجرة في حديثه لصحيفة محلية، أنه يشتري البنزين الأسود من محطات الوقود ذاتها التي يستلم منها مخصصاته، في حين يؤكد صاحب سيارة خاصة أنك تستطيع شراء البنزين الأسود حتى من المحطات فقط ادفع فالكثير من أصحاب السيارات الخاصة يبيعون مخصصاتهم للمحطة ذاتها.
وأكد سائق سيارة أجرة أن البنزين الذي يباع على الطرقات مغشوش وأن البعض يشتريه مضطراً، وخصوصاً في حالات السفر، على حين ينفي أحد باعة البنزين ذلك، مؤكداً أنه بنزين نظامي صحيح وأن جزءاً منه مهرب لكن لا تشوبه شائبة.
وحول أسباب ارتفاع السعر ووصوله لهذا المبلغ الذي يكاد يكون ضعف سعر الأوكتان، بين بائع للبنزين أن ارتفاع الأسعار هو ما يؤدي إلى رفع سعر البنزين وأن نسبة الربح لا تصل إلى 20 بالمئة من سعره، مؤكداً أن ذلك قليل وأن النسبة يجب أن تصل إلى 35 بالمئة "لتوفي معه"، مؤكداً أن عملية البيع تتم بـ "الدمجانة" التي تحتوي ما بين 8 و10 لترات.
على الجانب الآخر، بيّن مصدر في إحدى محطات الوقود لبيع الأوكتان أن الكمية المخصصة لكل محطة لا تتجاوز 12 ألف ليتر يومياً في أغلب الأحيان وهذه يمكن بيعها خلال ست ساعات، على حين تصل في بعض الأحيان الكمية بـ22 ألف ليتر وهذه تحتاج إلى 12 ساعة لبيعها.
وبرر الازدحام على محطات بيع الأوكتان بأن الجميع يريد الحصول على مخصصاته، وخصوصاً بعد إضافة السيارات العامة والسماح لها بالتعبئة، مؤكداً أن تأخر وصول رسالة البنزين يؤدي إلى ذلك أيضاً، مبيناً أن الكميات المسموح بالتزود بها من محطات الأوكتان هي 25 ليتراً للسيارات الخاصة كل 5 أيام والسيارات العامة كل 10 أيام 20 ليتراً.
ووفقاً للمصدر فإنه يوجد في دمشق نحو 5 محطات لتوزيع الأوكتان منها العدوي ونهر عيشة وطريق المطار والجلاء والأمويين والمزة وأبو جرش وعدرا، مبيناً أن سيارات السوزوكي والدراجات الآلية ممنوعة من التزود ببنزين الأوكتان وتتلقى مخصصاتها فقط حسب البطاقة من المحطات المرتبطة بها.
ووفقاً لجدول التوزيع الذي أصدرته محروقات ريف دمشق على صفحتها على فيسبوك قبل فترة، فقد بلغ عدد المحطات الخاصة المزودة بمادة البنزين 25 محطة و6 محطات عائدة لشركة محروقات و4 محطات لبيع بنزين الأوكتان هي النبك وضاحية قدسيا والصبورة وعدرا الصناعية.
وهنا فإن نائب محافظ ريف دمشق "جاسم المحمود" قد بيّن أن تغذية محطات الأوكتان الأربع جيدة، وأن وسائل النقل المرتبطة بالمحطات تحصل على مخصصاتها كاملة وفقاً للتوقيتات التي تعتمدها وزارة النفط لمدة استلام المخصصات وفق الرسالة.
وأكد "المحمود"، في تصريحات صحفية، أن كل وسائل النقل الحكومية التي تم تركيب أجهزة تتبع لها ستأخذ مخصصاتها بدءاً من هذا الشهر، على حين ننتظر قرار الحكومة بالنسبة للمازوت الزراعي.