جاء في تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" وبرنامج الأغذية العالمي، تحذير شديد اللهجة من تفاقم احتياجات الأمن الغذائي في سورية ولبنان بسبب التداعيات الإقليمية التي قد تنتج عن اتساع رقعة الحرب على غزة.
أما عضو غرفة تجارة دمشق "محمد الحلاق"، فقد أكد توافر جميع السلع الغذائية في الأسواق، مشيراً إلى استمرار انسياب المستوردات من المواد الغذائية، ولفت إلى أن أحداث المنطقة أثرت على تأخر مدد الشحن حيث وصلت إلى ضعف المدة أحياناً عن طريق الموانئ.
ولفت "الحلاق" إلى وجود استقرار في الأسواق مع استقرار سعر الصرف ما أدى إلى توافر وثبات أسعار المواد في الأسواق المحلية خاصة الغذائية منها. ورأى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية لزيادة حجم المخازين من المواد الغذائية بشكل أكبر.
الأمم المتحدة تحذر من "عاصفة جوع" في 18 دولة:
أفاد التقرير الأممي بأن ما لا يقل عن 18 منطقة حول العالم تعاني من انعدام الأمن الغذائي الشديد يمكن أن تشهد "عاصفة نارية من الجوع" ما لم تصل إليها المساعدات بشكل عاجل.
وأشار إلى أن تشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار واليمن تعد أيضاً نقاطاً ساخنة مثيرة لقلق بالغ، إذ يواجه عدد كبير من الأشخاص في هذه البلدان انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، إلى جانب تفاقم العوامل التي من المتوقع أن تؤدي إلى تفاقم الظروف التي تهدد الحياة في الأشهر المقبلة.
وعلى الرغم من وجود العديد من بؤر الجوع الساخنة في إفريقيا، إلا أن المخاوف من المجاعة لا تزال قائمة في غزة والسودان، حيث لا يزال الصراع محتدماً، ما يزيد من خطر حدوث حالات طوارئ جديدة للجوع في المنطقة، حسبما حذرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير الإنذار المبكر الذي نشرته الوكالتان الأمميتان.
وعلى الرغم من أن الصراع لا يزال يمثل أحد الأسباب الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي، فقد أكد تقرير الإنذار المبكر المشترك الصادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة أن الصدمات المناخية مسؤولة أيضاً، وليس أقلها ظاهرة النينيو التي لا تزال قائمة.
وظاهرة النينيو هي من أبرز تجليات التغيرات المناخية، قوامها رياح ساخنة تهب على جنوب المحيط الهادي فتُحدث اضطرابا في توازن مستويات الضغط بين شرق وغرب المحيط لتأثيرها على حرارة المياه السطحية، ما يحدث كتلا وتيارات مائية ساخنة بالمناطق المدارية التي تقع على خط الاستواء، فتندفع المياه السطحية الدافئة القريبة من الشواطئ إلى جهة الغرب لتحل محلها المياه العميقة الباردة، ثم يمتد تأثيرها إلى أرجاء واسعة من المحيطين الهندي والأطلسي في شكل أمطار وفيضانات في مناطق، وجفاف وارتفاع في معدلات الحرارة بمناطق أخرى.
وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة المناخية تقترب الآن من نهايتها، فمن الواضح أن تأثيرها كان شديداً وواسع النطاق، حسبما أفاد مؤلفو التقرير، مشيرين إلى الجفاف المدمر في الجنوب الإفريقي والفيضانات واسعة النطاق في شرق إفريقيا.
وبالانتقال إلى التأثير المحتمل و"التهديد الوشيك" لظاهرة النينيو خلال الفترة بين آب وشباط 2025، أفاد تقييم الوكالتين الأمميتين بأنه من المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على هطل الأمطار. وقد يؤدي ذلك إلى تغير مناخي له تداعيات كبيرة في العديد من البلدان بما فيها الفيضانات في جنوب السودان والصومال وإثيوبيا وهايتي وتشاد ومالي ونيجيريا، وكذلك السودان.
وحذر التقرير من أن الظاهرتين المناخيتين يمكن أن تؤديا إلى مزيد من الظواهر المناخية المتطرفة التي يمكن أن تقلب حياة الناس وسبل عيشهم رأساً على عقب. وجدد التقرير الدعوات إلى تقديم عمل إنساني فوري على نطاق واسع لمنع المزيد من المجاعة والموت.