شهدت أسعار مجموعة واسعة من السلع الغذائية مؤخرًا قفزة مفاجئة في الأسواق السورية، خصوصًا بالنسبة للحوم البيضاء والفروج الذي ارتفع ثمنه بدعوى زيادة الطلب.
وبجولة سريعة على الأسواق، نرى أسعار الفروج وأجزائه قد ارتفعت بشكل جنوني وغير مسبوق، حيث تراوح سعر كيلو الشرحات بين 85 و90 ألف ليرة بعد أن كان يباع منذ أيام قليلة بسعر يتراوح بين 70 و75 ألف ليرة ووصل سعر كيلو الفروج الحي إلى ما بين 45 و47 ألف ليرة بعد أن كان يباع بسعر 40 ألف ليرة. علاوةً على وصول سعر كيلو الجوانح لحدود 45 ألف ليرة وسعر كيلو السودة لحوالي 65 ألفاً والدبوس لـ65 ألف ليرة والوردة إلى نحو 70 ألف ليرة والكستا لأكثر من 70 ألف ليرة.
وحسب بعض أصحاب المحلات، فإن أسعار الفروج وأجزائه ارتفعت خلال اليومين الماضيين بنسبة كبيرة مع رأس السنة وزيادة الطلب على.
وأكد أصحاب المحلات أن "موزعي الجملة هم الذين يرفعون الأسعار ونحن نضطر لرفع السعر بناء على ذلك وليس هناك إمكانية لدينا للالتزام بالأسعار الصادرة عن وزارة التموين".
ولفت البعض إلى أنه من المتوقع أن يزداد الطلب على الفروج أكثر خلال الأيام القليلة القادمة.
أما رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة السورية "نزار سعد الدين"، فقد أكد أن ازدياد الطلب هو العامل الأساسي الذي ساهم بارتفاع سعر الفروج وأجزائه.
ولم يستبعد رئيس اللجنة ارتفاع الأسعار أكثر أيام الأعياد لكن بشكل محدود، مبيناً في الوقت نفسه أن مربي الفروج يضخون كميات جيدة من الفروج حالياً بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار.
ولفت إلى أن قرار وزارة الزراعة منح تراخيص للمداجن غير المرخصة وإعطاءهم المازوت المدعوم سينعكس إيجاباً على أسعار الفروج والبيض وسيؤدي إلى استقرارها، لكن هذا الأمر يحتاج لوقت أي بحدود دورة تربية للفروج والتي تقدر بحدود 45 يوماً ودورة تربية للدجاج البياض والتي تقدر بحدود 4 أشهر، وحينها يصبح الإنتاج يوازي الاستهلاك لذا من المرجح أن تستقر الأسعار.
وأشار "سعد الدين" إلى أن تكلفة كيلو الفروج على المربي تتجاوز 36 ألف ليرة والسبب الرئيسي بارتفاع تكلفته خلال هذه الفترة هو الحاجة إلى التدفئة إضافة لتبدلات أسعار الأعلاف.
بدوره بين "مازن مارديني" وهو مربي دواجن أن هناك طلباً متزايد مع ازدياد مصاريف التربية خلال الفترة الحالية التي فرضتها برودة الطقس.
ولفت إلى وجود خلل في تربية الفروج بالأساس نتيجة تعرض المربين خلال الفترات الماضية لخسائر متكررة أدت إلى خروج نسبة كبيرة من المربين من العمل، موضحاً أن نسبة من المربين عادوا مؤخراً إلى التربية لكن عودتهم جاءت مع ازدياد التكلفة بالتوازي مع ضعف التنافسية في قطاع الدواجن وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على الأسعار.
وأكد أنه في ظل عدم توافر الفحم الحجري اللازم للتدفئة وساعات الانقطاع الطويلة للكهرباء فإن نسبة قليلة جداً لا تذكر من المربين يعتمدون على المازوت للتدفئة في المداجن والنسبة الكبرى منهم يستخدمون اليوم المتاح من وسائل التدفئة الأخرى مثل أكياس البلاستيك والحطب التي تعتبر غير صحية للتدفئة.
ثم أوضح أن التدفئة الصحية والمثالية للدجاج هي التدفئة على المازوت لكن المشكلة عدم توافر المادة وارتفاع سعرها إذ إن كيلو الفروج يحتاج خلال دورة التربية لحوالى 10 آلاف ليرة تكاليف تدفئة ما أدى إلى إحجام نسبة من المربين نتيجة لعــدم توافــر وسائل التدفئة.
وختم بالقول: "إن وزير الزراعة رفع كتاباً إلى المعنيين في وزارة النفط من أجل تأمين الفحم الحجري اللازم لتدفئة الدجاج ونحن كمربين نأمل أن يتم تأمين المادة وتوزيعها".