تكيّف الناس في سوريا على مضض مع واقع الكهرباء وبرامج التقنين التي لا تكاد تتحسن نسبياً حتى تعود لما كانت عليه، لكن مشكلة الكهرباء لن تنتهي بتكيف الناس معها، فهناك صناعات واستثمارات وقطاعات بأكملها لن تقوم إلا في بلد يوفر الحد الأدنى من الخدمات، على عكس سوريا.
وفي حين أن قطاع الكهرباء قد يكون من أبرز العقبات أمام تقدم البلد اقتصاديًا، فإن وزارة الكهرباء تعتبر أن التقنين هو الحل (المر) والوحيد في ظل عدم توافر حوامل الطاقة لتشغيل محطات التوليد.
وهنا تدور أسئلة كثيرة حول الحاجة الفعلية لحوامل الطاقة وما كلف تأمينها بحال كان ممكناً أو متاحاً تأمينها.
قامت العديد من الجهات بالبحث والتمحيص لإيجاد الجواب، إذ أكدت صحيفة مقربة من الحكومة، أن سوريا بحاجة إلى 5 ملايين دولار تقريباً بشكل يومي لتأمين حوامل الطاقة اللازمة للانتهاء من التقنين، تتوزع على 3 ملايين دولار لتأمين الغاز ونحو 2 مليون دولار للفيول حيث تحتاج الوزارة لنحو 17 مليون متر مكعب يومياً إضافة للمتاح حالياً على حين تحتاج محطات التوليد العاملة على الفيول لنحو3500 طن يومياً.
وربما تدور هذه الأرقام بفلك ما صرح به الباحث الاقتصادي الدكتور "زياد عربش"، أن البلد بحاجة لنحو 100 مليون دولار شهرياً لتغطية الاحتياجات من مصادر الطاقة.
ويرى "عربش" أن مشاريع الطاقات البديلة بدأت تحقق نتائج جيدة لكن لا بد من التوسع بها وطرحها للاستثمار بشكل أوسع، خاصة أن كميات أشعة الشمس التي تتلقاها معظم الجغرافيا السورية تحقق جدوى عالية من مثل هذه الاستثمارات.
وبالعودة لحال التوليد وكميات التوليد المتاحة حالياً، بيّن مدير في وزارة الكهرباء أن قيم التوليد الحالي تقترب من 2000 ميغا واط بعد أن وصلت لنحو 2200 ميغا واط منذ أيام بحكم خروج معمل الأسمدة عن الخدمة وتخصيص احتياجاته من الغاز لمصلحة محطات توليد الكهرباء (1.1 مليون متر مكعب يومياً).
وأرجع المدير أي تحسن في كميات التوليد إلى ما يتوفر من حوامل الطاقة (الغاز – الفيول)، على التوازي مع أعمال التأهيل والصيانة وتحديث مجموعات التوليد.
وتوقع أن تدخل مجموعة توليد في محطة الزارة بالخدمة خلال الأيام القليلة المقبلة بعد خضوعها لأعمال التأهيل والصيانة حيث سترفع استطاعة التوليد لهذه المجموعة من 105 ميغاواط لحدود 175 ميغا واط أي بزيادة تصل لنحو70 ميغا واط.
وأكد أن معدل توريدات مادة الفيول تحسن خلال الفترة الماضية، حيث وصل لنحو 5 آلاف طن يومياً، وهو يسدد نسبة جيدة من حاجة مجموعات التوليد العاملة على مادة الفيول والتي يصل إنتاجها لحدود ألف ميغاواط، حيث تتوزع مجموعات التوليد بين أربع محطات توليد هي الزارة التي تشتمل على ثلاث مجموعات توليد تعمل على الفيول باستطاعة نحو 500 ميغا واط، ومحطة حلب ومحطة توليد تشرين وفيها مجموعتان واحدة باستطاعة 125 ميغاواط والأخرى باستطاعة 75 ميغا واط، على حين تنتج محطة توليد بانياس نحو70 ميغا واط بحال توفر الفيول.
واعتبر أن تحسن توريد الفيول مؤخراً سمح أيضاً بترميم جزئي للاحتياطي من مادة الفيول الذي تم استنزاف معظمه خلال الأشهر الماضية.
لكنه أكد أن لا جديد في توريدات الغاز والتي مازالت تراوح عند 6 ملايين متر مكعب يومياً.
وتفيد الوزارة أنه في الجانب الفني هناك مجموعات التوليد الحالية (العاملة) وهي قادرة في حال تم تأمين مادة الغاز وبعد إدخال عدد من مجموعات التوليد خلال الأشهر الماضية بالخدمة وأهمها مجموعات في محطتي حلب والرستين ستصبح الطاقة الاستيعابية الحالية بحدود 6 آلاف ميغا واط.