ارتفعت أسعار النفط عالميًا بنحو 2.5 دولارًا مع إغلاق يوم أمسٍ الجمعة، كما حققت أسعار الذهب مكاسبًا للأسبوع الثالث على التوالي، إذ يؤدي الصراع في الشرق الأوسط مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى تزايد المخاوف على إمدادات النفط وإقبال المستثمرين على الملاذ الآمن.
ومع إغلاق هذا الأسبوع، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.51 دولار، أو 2.85%، إلى 90.44 دولاراً للبرميل. كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بحوالي 2%، إلى 85.16 دولاراً للبرميل.
وجاء ارتفاع أسعار النفط بعد أن شنت الولايات المتحدة ضربات على منشأتين مرتبطتين بإيران في سوريا، مما أعاد إحياء مخاوف المستثمرين من أن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة حاليا قد تتسع لتشمل أطرافا أخرى في المنطقة، التي تمد العالم بنحو ثلث حاجته من النفط الخام.
وقال محللو "كومرتس بنك"، ومن بينهم "ثو لان نغوين" إنه من المرجح أن يسهم الوضع المتوتر في الشرق الأوسط في رفع أسعار النفط الأسبوع المقبل.
ارتفاع الذهب:
في أسواق المعادن الثمينة تحقق أسعار الذهب مكاسبًا للأسبوع الثالث على التوالي، بفضل تزايد إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن، على الرغم من بقاء أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة لفترة أطول.
وفي نهاية تعاملات أمس الجمعة ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.06% إلى 2006 دولارا للأونصة.
وقال "كايل رودا" محلل الأسواق المالية لدى كابيتال.كوم: "ستكون أسعار الذهب من العوامل المتأثرة بالصراع بين إسرائيل وحماس طالما أن الأمور معرضة لخطر التصعيد"، وفقا لـ "رويترز".
وأضاف: "الذهب متماسك في مكانه بسبب المخاطر الجيوسياسية، مع انحراف الأسعار عن المحركات الأساسية التقليدية... لو كان بسبب عوائد سندات الخزانة والدولار، لكان الذهب أقل".
الأسهم الأمريكية:
تبدد انتعاش أسعار الأسهم الأميركية مع مواصلة مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تدهوره بنسبة 10% عن ذروته التي سجلها في يوليو –ليبدأ عملية "تصحيح"، وسط أحدث التطورات الجيوسياسية.
وعادت تقلبات الأسهم إلى سطح الأحداث بسبب أنباء تفيد بأن القوات الإسرائيلية توسع من نشاطها في قطاع غزة. وشهد مؤشر الأسهم المعياري في الولايات المتحدة أسوأ أسبوع له منذ شهر.
وهبط مؤشر البنوك "كيه بي دبليو" إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2020. وتراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين بعد استقبال المستثمرين أنباء ارتفاع التضخم استقبالاً هادئاً، وانخفضت قيمة الدولار.
وتشهد الأسهم الأميركية شهراً ثالثاً من التدهور المستمر بعد تحليق عوائد سندات الخزانة بسبب القلق من السياسة التقشفية الثابتة لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وتراجعت مشاعر الإقبال على المخاطرة مؤخراً بسبب مخاوف متعلقة بالحرب الإٍسرائيلية على غزة علاوة على موسم الإعلان عن نتائج أعمال الشركات.
وما يزيد على ثلثي أسهم الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندارد أند بورز 500" يجري تداولها دون المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم، وفقاً لتحليل أجرته "بلومبرغ إنتليجنس"، في علامة واضحة على أزمة واسعة النطاق في أسعار الأسهم، بعد أن حققت شركات عديدة أرباحاً ضعيفة وسط أسعار الفائدة المرتفعة وعائدات السندات التي تستمر في الارتفاع.