القبة الحديدية كارثة اقتصادية... 50 ألف دولار لاعتراض صاروخ يكلف 300$ 

10/10/2023

بينما تستمر الاشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد إطلاق عملية طوفان الأقصى فجر السبت الماضي، وإطلاق أكثر من 3 آلاف صاروخ على إسرائيل عند بدء الهجوم، لم يعترض نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي أو ما يعرف "القبة الحديدية" الكثير من هذه الهجمات، رغم أن نسبة اعتراضه تقدر بنحو 90%، وفقًا للجيش الإسرائيلي. وهو ما وصفه الخبراء "بالأمر الغريب". 

وقد جاء إنشاء إسرائيل للقبة الحديدية للتعامل مع قذائف الهاون والصواريخ التي يطلقها المسلحون في غزة وحزب الله في لبنان على إسرائيل من مسافة قريبة نسبيا. وكان أول اعتراض لها في أبريل/ نيسان 2011 عندما أسقطت صاروخ "غراد" تم إطلاقه من غزة على مدينة عسقلان الإسرائيلية. 

وتبلغ تكلفة كل صاروخ نحو 40 ألف دولار إلى 50 ألف دولار، وفقًا لباحث في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، بحسب تقرير لـ"بلومبرغ". 

أما بالنسبة لصواريخ حماس، فكانت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها "جروزاليم بوست"، قد صرحت بالماضي نقلًا عن الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع للجامعة العبرية "عوزي روبين"، أنه "حتى أفصل صواريخ حماس هي بسيطة نسبيًا وغير مكلفة". 

وقد ذكرت الصحيفة ذاتها، أن "تكلفة صاروخ حماس قصير المدى تقدر ما بين 300 إلى 800 دولار لكل صاروخ". 

كما نقلت عن "طال إنبار"، الرئيس السابق لمركز أبحاث الفضاء في معهد "فيشر" الإسرائيلي، أن تكلفة الصاروخ بعيد المدى تبلغ مرتين إلى 3 مرات أكثر من الصواريخ قصيرة المدى. 

لماذا تفشل القبة الحديدية أمام صواريخ حماس البسيطة؟ 

يرى خبراء عسكريون ومراقبون، أن هجوم الفصائل الفلسطينية غير المعتاد كشف عن خلل استخباراتي واسع داخل تل أبيب، خاصة مع الفشل في توقع هذا العمل العسكري، فضلا عن التأخر في التعامل السريع معه، في حين كان لمنظومة القبة الحديدية الكثير من الانتقادات من داخل إسرائيل نفسها، تحت وطأة مئات الصواريخ التي جرى إطلاقها على مدار ساعات متواصلة وسقط كثير منها داخل الأراضي الإسرائيلية. 

من جانبه، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد "سمير راغب"، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الجانب الفلسطيني أعلن إطلاق 5000 في الـ 24 ساعة الأولى من الهجوم، في حين كان الرشقة الواحدة بين 100 إلى 150 صاروخا، وهذا تسبب في إحداث ما يُسمى في المصطلحات العسكرية بـ"التشبّع"، ما يعني أن عدد الصواريخ التي جرى إطلاقها أكبر من قدرة الاعتراض الخاصة بالمنظومة. 

وأضاف أنه بناءً على هذا العدد الكبير من الصواريخ لم تنجح القبة الحديدية في اعتراضها جميعا، إذ مرَّ جزء آخر ليس بالهيّن، والجزء الذي يمر هو الأهم لأنه يُطلق على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جدا، عبر أنواع ليست دقيقة من الصواريخ، في حين يتم إطلاق الصواريخ الدقيقة على أبعاد مرتفعة، ومن ثمّ تنشعل القبة الحديدية بالطبقة الأقل انخفاضا لأنها تمثل أكثر خطورة. 

وبالنظر إلى الحجم الهائل للصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة، والتي تكون في كثير من الأحيان على شكل وابل كثيف، فإن القبة الحديدية "تقرر" أيها يشكل التهديد الأكبر للمناطق الحضرية والبنية التحتية، متجاهلة تلك التي يشير مسارها إلى احتمال ضرب مناطق غير مأهولة بالسكان أو أنها سوف تسقط في البحر. 

ولفت راغب إلى أنه مع طول يوم المواجهة يحدث "إنهاك للمنظومة"، ويكون عدد الصواريخ أكبر من قدرة الاعتراض، إضافة إلى زيادة طاقة التشغيل على مدار اليوم وليس هناك وقت لإعادة وضع صواريخ جديدة برؤوس المنظومة، وهذه تكتيكات استخدمت منذ فترة في التعامل مع القبة الحديدية. 

وأوضح الخبير العسكري أن المنظومة تعاملت مع 1500 صاروخ فقط من بين ما يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف صاروخ أطلقتها حماس. 

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: