5.4 ترليون ليرة... الحكومة تتحدث عن أرباح رفع الدعم عن السوريين 

26/08/2023

كشف معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري "شادي جوهرة"، أن إجمالي المبالغ المحصلة من إلغاء الدعم عن المشتقات النفطية، والمياه، والكهرباء، وصل إلى 5 ترليون و400 مليار سنوياً. 

وأضاف لإذاعة "شام إف إم" المقربة من الحكومة، أن المبالغ المحصلة توزعت بين ترليون و467 مليار ليرة سنوياً للمازوت، و2 ترليون و415 مليار ليرة للبنزين، و450 مليار ليرة كهرباء، و142 مليار ليرة مياه. 

وأوضح "جوهرة" أن 4000 مليار ليرة استخدمت من الوفورات المحققة لزيادة الرواتب والأجور، بنسبة قدرها 100 في المئة و1400 مليار ليرة سيستخدم جزء منها لتحسين تعويضات بعض الفئات النوعية للعاملين بالدولة (الطيارون، والقضاة، والأطباء)، والجزء المتبقي لتخفيض عجز الموازنة العامة للدولة. 

يذكر أنه على وقع انهيار الليرة السورية المتسارع وتزايد معدل التضخم، أقر "بشار الأسد"، في 15 من آب الجاري، زيادة على الرواتب والأجور والمعاشات للعاملين والمتقاعدين في الدولة بنسبة 100 في المئة، بالتزامن مع إصدار حكومته قرارات تقضي برفع الدعم وأسعار المحروقات بشكل كبير. 

ومنذ مطلع شهر شباط 2022، استبعدت الحكومة العديد من الفئات والشرائح الاجتماعية من خطة دعم الحكومة الذي يشمل بصورة أساسية مواد: الخبز والغاز والمازوت والبنزين والسكر والرز، عبر "البطاقة الذكية". 

ويرى خبراء اقتصاديون أن القدرة الشرائية للمواطن السوري تضررت بشكل كبير بعد قرارات رفع أسعار المحروقات، وارتفاع أسعار السلع الجنوني في الأسواق، ويعتبرون أن توقيت القرار لم يكن مناسباً، والحكومة تقدم حلولاً مالية مؤقتة وليست اقتصادية طويلة المدى، ويسألون عن البرنامج الوطني لسورية فيما بعد الحرب، والخطة الإستراتيجية سورية 2030 التي بموجبها يجب أن نكون اليوم في مرحلة التعافي الاقتصادي. 

واعتبر استشاري تطوير الأعمال والاستثمار "فراس شحادة" أن معالجة ملف الدعم خلال الفترة التي وضعتها الحكومة لمعالجته كأحد حوامل عملية إعادة توزيع الدخل اصطدمت بمؤثرين اثنين يتعلق الأول بانخفاض كفاءة المؤسسات المسؤولة عن إدارة الملف، ويخص الثاني عامل التوقيت المناسب، وبالنتيجة أثرت معالجة الدعم سلباً في عدالة التوزيع من جهة، وأدت إلى رفع تكلفة الإنتاج وساهمت في رفع معدلات التضخم من جهة ثانية. 

وأشار شحادة إلى أن ضعف إدارة ملف الدعم أدى إلى ظهور حلقات انتفاعية وتجار محدثي النعمة، وأدى إلى خسارة الخزينة لمبالغ كبيرة تحت اسم الدعم الذي لم يصل إلى مستحقيه. 

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: