مع قدوم موسم الفستق الحلبي منذ منتصف شهر آب، باتت تظهر في شوارع سورية عبارة "عاشوري مال حلب" مكتوبة على صناديق تحوي الفستق الحلبي، أو يرددها الباعة الجوالون على عربات يدفعونها أمامهم أو يتوقفون بها عند نقاط معينة في وسط المدينة بشكل خاص.
إلا أن هذا المحصول الذي ارتبط اسمه بمدينة حلب، لم يعد لغالبية الأهالي في العاصمة التجارية منه نصيب، إذ يؤكد تقرير حديث نشره موقع "أثر برس" المحلي، ارتفاع أسعاره بشكل مبالغ فيه وصادم.
في هذا الصدد، يقول "أبو النور"، وهو صاحب محل موالح، إن سعر الكيلو وصل لنحو 85 ألف ليرة وهناك أنواع أرخص ما بين 70 -75 ألف ليرة بحسب النوع وحجم الحبة.
ويشرح أن للفستق الحلبي أنواع متعددة أشهرها العاشوري ويشكل ما نسبته 80% من الإنتاج إضافة لأنواع أخرى مثل ناب الجمل – البندقي- الباتوري- العليمي الأبيض والأحمر- العجمي- الورداني -وغيرها من الأنواع التي لم تعد متوفرة بسبب الحرب إضافة لانتشار أشجار العاشوري بشكل أكبر.
أما في دمشق، فيباع الفستق الحلبي لهذا الموسم بسعر يتراوح بين 75 – 90 ألف ليرة للكيلو الواحد، بينما يباع الكيلو الذي نزعت عنه القشرة الورقية وبقيت قشرته القاسية بسعر يتراوح بين 100-105 ألف ليرة سورية.
الفستق الحلبي قبل وبعد الحرب:
يستذكر "أبو خالد" أيام الزمن الجميل كما يصفها قبل الحرب حيث كان أهالي حلب يمونون الفستق حينما كان سعره لا يتجاوز الـ 100 ليرة للكيلو لأنه يعتبر أساسياً في معظم أكلات المطبخ الحلبي مثل الكبة وأنواع كثيرة من الحلويات كالمبرومة والبلورية وغيرها بالإضافة إلى المعجنات، مضيفاً بأن موجات الغلاء المستمرة أدت إلى ابتعاده عن الأسر.
ويتحدث الناس أن سعر الفستق الحلبي وحتى سنوات قريبة كان مقبولاً ففي عام 2018 كان بين 1000 و 4000 ليرة لكنه استمر بالارتفاع خلال السنوات السابقة ليصل إلى أرقام "فلكية" كما يصف البعض.
أين يزرع الفستق الحلبي في سوريا؟
بحسب مديرية الزراعة تنتشر زراعة الفستق الحلبي حالياً في ريف حلب الجنوبي مثل عبطين وريف الباب.
وأوضح مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في حلب المهندس "رضوان حرصوني" لـ "أثر" أن المساحة المزروعة بالفستق تبلغ 92 هكتار سقي منها 4 هكتارات في المناطق الآمنة و88 هكتاراً في المناطق غير الآمنة، كما يبلغ عدد الأشجار المثمرة في مناطق السقي 19733 شجرة وفي مناطق البعل 2673685، والإنتاج الكلي المتوقع 32380 طن منه 5324 في المناطق الآمنة و 27056 في المناطق غير الآمنة.
يذكر أن الفستق الحلبي ارتبط اسمه باسم مدينة حلب التي اشتهرت بزراعته إلا أن محافظة حماة سبقتها وتصنّف أولاً بزراعته وانتشرت زراعته في ريف المحافظة وخاصة مدينة مورك.