تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن حوالي 90% من الشركات الناشئة تفشل في غضون أول عامين من تأسيسها، وأن 29% منها بسبب مشاكل من نقص التمويل، ونسبة 23% منها بسبب عدم وجود فريق ملائم، و17% منها بسبب عدم وجود نموذج عمل مستدام، و46% من الشركات الناشئة توقفت عن العمل بسبب عدم وجود سوق للمنتج أو الخدمة التي يقدمونها.
في هذا الصدد، نشر موقع "فوربس"(Forbes) الأميركي تقريرا كتبه "جون نيلسون" تحدث فيه عن أشهر أخطاء رواد الأعمال، وأكد أن الضغوط والمسؤوليات في اتخاذ قرارات متسرعة يمكن أن تضر بنجاحك أو على أقل تقدير تقوض جهودك.
وفي بداية التقرير يشير الكاتب إلى مقولة أينشتاين الشهيرة "الجنون يتمثل في تكرار الأمر ذاته وتوقع الحصول على نتيجة مختلفة" لذلك قبل أن تخطو خطوتك الأولى في تأسيس مشروعك يجب أن تتعلم من أخطاء من سبقك حتى تحذرها وتتجنب التبعات التي تعرض لها من وقعوا فيها.
وحدد التقرير أبرز وأهم الأخطاء التي يقع في أصحاب المشاريع الناشئة كما يلي:
١- عدم إعداد خطة عمل مفصلة:
التخطيط الجيد يضع مشروعك على أبواب النجاح، وخطة العمل تعد العنصر الأهم في أي مشروع ناشئ، إذ تحدد الأهداف والموارد اللازمة، ومن أشهر الأخطاء البدء في مشروع بدون خطة عمل مفصلة تحتوي على كافة البنود المالية والتسويقية ودراسات وأبحاث السوق.
وخطة العمل التفصيلية تحميك من أي مفاجآت، وتمكنك من تحقيق الاستفادة القصوى من الفرص.
٢- الوثوق في الحدس:
اعتمدت شركات ناشئة كبيرة مثل تويتر وإنستغرام و"بنتريست"(Pinterest) على حدس منشئيها وثقتهم بأفكارهم، لكن لا تدع حدسك يقودك إلى المجهول.
ويجب أن تتأكد من خلال دراسات الجدوى أن هناك من يرغب في دفع الأموال لتبني أفكارك أو للحصول على ما تقدمه من منتج أو خدمات.
واعتمادك على الحدس، دون تنفيذ دراسات الجدوى الضرورية، قد يكون أسرع طريق إلى الفشل.
٣- عدم تخصيص الميزانية بشكل صحيح:
تخصيص الميزانية الصحيحة العنصر الأهم عند تأسيس مشروع ناشئ، والاعتماد على تقديرات غير دقيقة من المؤكد أنه يقلل فرص النجاح.
لذلك يجب أن يكون لديك تصور واضح ومحدد للتكاليف المتوقعة والمصروفات والدخل.
ونشر موقع" إنتربرينور"(Entrepreneur) المتخصص في ريادة الأعمال تقريرا كتبته "خوانا رودريغيز" تحدثت فيه عن أشهر الأخطاء التي يقع فيها رواد الأعمال عند تأسيس مشروعاتهم الجديدة، ومن أهمها ما يلي:
٤- عدم الاستجابة للتغيرات بالسوق:
يجب أن يدرك رائد الأعمال أن تغييرات السوق سريعة، ويجب أن تتسم خطته بالمرونة الكافية لتتلاءم مع هذه التغييرات، لذلك على صاحب المشروع أن يكون على دراية كبيرة بكل تطورات السوق.
٥- تقمص دور الرجل الخارق:
غالبا ما يشعر رائد الأعمال أنه الأفضل في القيام بالعديد من المهام، وفي حقيقة الأمر هذا غير صحيح. استعن بالمتخصصين في كافة المجالات.
٦- التقليل من أهمية التفكير في المنافس:
مهما كانت فكرة مشروعك فريدة فلابد أن يكون هناك منافس، ودراسة خصائص المنافس وفهم آليات التفوق عليه من أهم سمات النجاح.
٧- الانسحاب السريع بعد الخسارة:
يعد العام الأول الأصعب دائما في عمر أي مشروع ناشئ، ومن أشهر أسباب الخسارة السريعة الفهم الخاطئ لقرار الخروج باعتباره الحل الأنسب قبل التعرض للمزيد من الخسائر دون فائدة.
فأي مشروع صغير يحتاج إلى الصبر، ولعل أبرز مثال على ذلك هو شركة "والت ديزني" العالمية التي تعرضت للإفلاس بعد عامين فقط من إنشائها إلا أنها اليوم من أكبر الشركات العالمية.
٨- قرارات التوظيف الخاطئة:
أهم الأسباب التي تؤدي إلى قرارات التوظيف الخاطئة هو الاعتماد على العلاقات الشخصية، لذلك من الأفضل لك أن تستعين بمتخصص في الموارد البشرية ولو بشكل مؤقت لاتخاذ قرارات التوظيف السليمة وتتبع أداء الموظفين لاحقا.
٩- عدم تحديد مصادر التمويل:
من الأخطاء الشائعة عدم تحديد مصادر التمويل بشكل صحيح، والاعتماد على مصادر التمويل الخاطئة أو تقديرات غير دقيقة لتكاليف المشروع.
١٠- عدم تقييم الأداء بشكل دوري:
يساعد تقييم المشروع بشكل دوري في تحديد نقاط الضعف والعمل على تطويرها وتحسينها بشكلٍ كاف، ومن الأخطاء الشائعة عدم الاستفادة من هذه التقييمات لتحسين أداء المشروع وتجنب الأخطاء في المستقبل.