لاحظ الناس، مع بداية شهر رمضان، انتشار ظاهرة بيع الألبان والأجبان عبر سيارات جوالة تقف في أماكن معينة قريبة من الشوارع الرئيسية وعلى مقربة من الأسواق.
والغريب في الأمر أن تلك السيارات تبيع الألبان والأجبان بأسعار أقل من السوق بنسبة تتجاوز 100 %، فعلى سبيل المثال تباع الجبنة البلدية في هذه السيارات الجوالة بسعر 12 ألف ليرة للكيلو في حين أن سعرها المتداول في السوق يتراوح اليوم بين 25 ألف و30 ألف ليرة، واللبنة بـ 10 آلاف ليرة في حين أن سعرها المتداول في السوق يتراوح بين 18 و20 ألف ليرة.
ما هو سر هذا الرخص والثمن البخس لبضاعة تلك السيارات؟
حذر عضو الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان "أحمد السواس"، من أن الألبان والأجبان التي تباع عبر السيارات الجوالة هي منتجات مغشوشة وغير قابلة للاستهلاك البشري وتتكون من حليب بودرة ونشاء ومحسنات قوام.
وأضاف: "لذا نرى أن أسعارها أقل من أسعار السوق بنسبة تتجاوز 100 بالمئة"، موضحاً أن هناك مواطنين يشترون من هذه المنتجات لعدم درايتهم بمكوناتها ونسبة الغش فيها، لكن بعد أن يجربوا طعمها ونكهتها لا يشترون منها مرة أخرى وهناك آخرون يشترونها نتيجة عدم قدرتهم على شراء الجبنة واللبنة البلدية النظامية.
وأكد "السواس"، في تصريحات صحفية، أن الألبان والأجبان التي تباع عبر السيارات الجوالة يتم تصنيعها في ورشات غير نظامية، وفي منازل موجودة في مناطق مخالفات وغير خاضعة للرقابة التموينية والصحية باعتبار أنها تصنع في أماكن غير معروفة وبعيدة عن أنظار التموين.
وأوضح أن كل 6 كيلو حليب يجب أن ينتج عنها كيلو جبنة وأقل من هذه الكمية من المستحيل أن ينتج عنها كيلو جبنة بلدية نظامية، وباعتبار أن تكلفة كيلو الحليب على المنتج اليوم 3150 ليرة، فإن تكلفة كيلو الجبنة اليوم 18,900 ليرة ومبيعه بسعر 12 ألف ليرة عبر السيارات الجوالة دليل على أن الجبنة غير نظامية ومغشوشة.
وعن أسباب عدم انخفاض أسعار الألبان والأجبان في السوق عقب البدء بإنتاج حليب الأغنام، أشار "السواس" إلى أن موسم إنتاج حليب الأغنام يعتبر في بدايته حالياً وليس هناك إنتاج كبير حالياً ومن المتوقع أن يزداد الإنتاج خلال مدة تقارب الأسبوعين ومن الممكن أن تنخفض حينها أسعار الألبان والأجبان في السوق.
بدوره لفت نائب رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها "ماهر الأزعط"، إلى أنه "منذ أشهر قليلة تم عقد مؤتمر عنوانه سلامة الغذاء ونحن كجمعية تطرقنا إلى موضوع الألبان والأجبان وأشرنا إلى أن جميع الألبان والأجبان الموجودة في دمشق وريفها هي غير مطابقة للمواصفات السوري".
وأشار إلى أن بعض المواطنين للأسف ونتيجة ضعف القدرة الشرائية وغلاء أسعار الألبان والأجبان في السوق وعدم قدرتهم على شرائها بالسعر المتداول في السوق يضطرون أحياناً لشرائها من الباعة الجوالين أو من خلال سيارات جوالة أو بسطات موجودة في الأسواق وبأسعار أقل بكثير من السوق.
وختم "الأزعط" بالقول إن حالات الغش بصناعة الألبان والأجبان ليست موجودة فقط بالنسبة للسيارات الجوالة والبسطات في دمشق وريفها، إنما بنسبة كبيرة من المحال التي تقوم بتصنيع هذه المنتجات وتقوم بسحب الدسم الحيواني واستبدال دسم نباتي به.