كشف الخبير الاقتصادي "ألكسندر نازاروف" في مقال نشرته وكالة "روسيا اليوم"، عما قال إنه "الطريقة التي تستغل الولايات المتحدة الأمريكية بها دول العالم وتنهب ثرواتهم مقابل ورقة الدولار غير المدعومة بأي شيء".
وأوضح "نازاروف" أن الولايات المتحدة الأمريكية زادت – بشكل جنوني - من طباعة أوراق الدولار النقدية في السنوات الماضية، وبواسطة هذه الأموال الجديدة اشترت خيرات وسلع الدول الأخرى في العالم.
وقال الخبير: "كان لدى الولايات المتحدة الأمريكية قبل أزمة العام 2008 حوالي 0.3 تريليون دولار في التداول، والآن أصبح لديها 8.7 تريليون دولار؛ بمعنى أن الولايات المتحدة طبعت خلال هذه الفترة 8.4 تريليون دولار من الفراغ واشترت بها سلعا حقيقية من بلدان أخرى".
وحتى يسهل استيعاب حجم الأموال المطبوعة، طرح الكاتب مثالاً أن هذه الأموال تكفي لشراء كل ما سينتجه الاقتصاد المصري في الأعوام العشرين القادمة، إذ قال: "إن الولايات المتحدة الأمريكية في 15 عاما منذ العام 2008 وحتى اليوم طبعت المبلغ الذي يمكنها من شراء كل ما سينتجه الاقتصاد المصري بالكامل في غضون 20 عاماً".
واعتبر "نازاروف" أن النظام الأمريكي "نظام استعماري حديث قائم على سرقة الدول الأخرى"، ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تمر بمرحلة وجودية.
وزاد بالإيضاح قائلًا: "إننا نرى الآن أن كل جولة من جولات الأزمة تصبح أكثر تدميراً بعدة أضعاف من سابقتها، وهذا لأن أمام الولايات المتحدة خيار بسيط إما أن تنهار في السنوات القليلة المقبلة وتنسحب من المشهد التاريخي كقوة عظمى أو أن تحاول القضاء على الأعداء بالوسائل العسكرية".
وتوقع الخبير والمحلل السياسي اندلاع حرب عالمية ثالثة على المدى المتوسط، وقال: "في السنوات القليلة المقبلة ننتظر زيادة في حجم الصراع إلى مستوى الحرب العالمية، إلا أن روسيا والصين قوتان نوويتان وروسيا لم تنهار ويبدو أنها ستتمكن من القتال لفترة طويلة بينما لم تدخل الصين الحرب بعد، وأخشى أن يكون احتمال التصعيد السريع نحو السيناريو النووي مرجحا للغاية".
رسوم بيانية لإيضاح "جنون طباعة النقود" الذي وقعت فيه أمريكا:
في بداية أزمة عام 2008، وفي الأسبوعين الأولين، قام الاحتياطي الفدرالي بطباعة 90 مليار دولار.
وخلال الموجة الأولى من الأزمة، وفي فترة تزيد قليلا عن شهرين من 3 سبتمبر إلى 12 نوفمبر 2008، قام الاحتياطي الفدرالي بطباعة 1.3 تريليون دولار، وهو ما يمثل 14 ضعفا مما قام بطباعته في الأسبوعين الأولين من اندلاع الأزمة. في المجموع، بلغ حجم النقود المطبوعة 1.4 من عدد الدولارات المتداولة في بداية الأزمة.
ثم قام بنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بإبطاء طباعة النقود غير المغطاة، إلا أن البنوك المركزية في الاتحاد الأوروبي والدول الغربية الأخرى، والتي تنسق إجراءاتها بإحكام مع الاحتياطي الفدرالي، بدأت هي الأخرى بطباعة نقود غير مغطاة.
ثم خلال وباء كوفيد، بدأت "حملة مسعورة" لطباعة النقود بمبلغ 4158 مليار دولار في 26 فبراير 2020، وفي الأسبوعين الأولين، تمت طباعة 153 مليار دولار.
في المجموع، وقبل الذروة المحلية في 10 يونيو 2020، تمت طباعة أكثر من 3 تريليونات دولار في 4 أشهر، وهو ما يزيد 19 ضعفا عن الأسبوعين الأولين.
هذه التريليونات الثلاث تمثل 72% من كمية الدولارات المتداولة في بداية كوفيد. والحقيقة أنه بحلول ربيع عام 2022، عاد بنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي ليطبع 1.8 تريليون دولار أخرى، ليصل مبلغ النقود المطبوعة خلال وباء كوفيد إلى ما يقرب من ضعف مبلغ الدولارات مقارنة ببداية الوباء.
بشكل أو بآخر، كان هذا كافيا ليبدأ موجة من التضخم في الغرب والعالم عامي 2021 و2022 ذات أرقام من خانتين.
الآن، وأثناء الانهيار المتسارع للنظام المصرفي الأمريكي، وفي الأسبوع الأول بعد 8 مارس الجاري، طبع الاحتياطي الفدرالي 297 مليار دولار، وفي الأسبوع الثاني حتى 22 مارس، طبع 94 مليار دولار أخرى، أي أنه قام بطباعة 391 مليار دولار في أسبوعين.