تحويل الهواء إلى كهرباء... اكتشاف أنزيم بالتربة قد يغير مستقبل البشرية

14/03/2023

أعلن باحثون في جامعة موناش الأسترالية، عن اكتشاف إنزيم قادر على تحويل الهواء إلى طاقة، ما يمهد الطريق لتطوير أجهزة لتوليد الكهرباء من الهواء.

في التفاصيل، فقد وجد الباحثون أن إنزيما مستهلكا للهيدروجين من بكتيريا التربة يقدر على توليد تيار كهربائي حقيقي باستخدام الغلاف الجوي كمصدر للطاقة.

ويستخدم الإنزيم الذي يحمل اسم "هوك" Huc، وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر" المختصة في علوم الطبيعة، كميات ضئيلة من الهيدروجين في الهواء لتوليد تيار كهربائي.

وأثبتت الأبحاث المخبرية وتقنية الكيمياء الكهربائية أن "هوك" يخلق كهرباء حقيقية لكن بتركيزات دقيقة، فضلا عن سهولة توفير الإنزيم نفسه، كونه ناتجا عن بكتيريا شائعة في التربة يمكن زراعتها بكثافة.

وبشكل علمي مبسط، شرح الباحث بجامعة موناش كريس غريننغ، الفكرة كالتالي: "تعتمد العديد من البيكتريا على الهيدروجين من الغلاف الجوي كمصدر للطاقة، فلم لا يستخدمها البشر للغرض ذاته؟".

لذا يعد "إنزيم هوك" بمثابة بطارية طبيعية قد تنتج تيارا كهربائيا مستمرا، ما يمهد الطريق أمام فتح مصدر مستدام للطاقة النظيفة.

ومن شأن مثل هذا الاكتشاف أن يشكل بديلا رائعا للطاقة الملوثة، التي تساهم في رفع مستويات غازات الدفيئة وبالتالي تعزيز الاحتباس الحراري.

الطاقة البديلة أصبحت أكثر من رفاهية:

أصبح الحديث عن الطاقة المتجددة أمراً شائعاً ومكرراً لدى معظم المهتمين بالشأن العام والتخطيط البنيوي وشؤون الطاقة والبيئة، كونها البديل الأنجع للطاقة النفطية والغازية الناضبة بطبيعتها، والتي تقع عادة في مركز الأزمات الدولية وصراعات السيطرة بالنظر الى انعكاساتها المباشرة على الاستقرار الاقتصادي والرفاهية المجتمعية والأمن الغذائي.

ولم تعد خافية الأهمية الاستراتيجية للطاقة المتجددة بما تتمتع به من خصائص استدامة وفاتورة متدنية مادياً وبيئياً وصحياً مقارنة بمجموع التكلفة العالية التي تتكبدها الدول لإنتاج الطاقة الأحفورية، والتي يتحملها الأفراد لاستخدامها المكلف والمضرّ معاً.

ومع ما تعانيه الأرض من تغيّر مناخي واحتباس حراري، ومع الارتباط العضوي بين اتجاهات السياسة الدولية وتقلبات أسعار النفط، تتزايد القناعة بأهمية الاستثمار في مشاريع الطاقة المستدامة، ولاسيما تلك التي تعتمد على الشمس وحركة الرياح والماء، الأكثر إتاحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: