ظهرت مؤخرًا تقنية جديدة بعيدًا عن الطاقة الشمسية أو الكهرباء التقليدية، تدعى خلايا الوقود المصغرة المدمجة، وهي تعمل على توليد الكهرباء والحرارة عن طريق الجمع بين الهيدروجين والأكسجين في عملية نظيفة صديقة للبيئة.
وانصبّ الكثير من النقاش، مؤخرًا، حول إزالة الكربون من المباني على دور التقنيات الكهربائية، مثل المضخات الحرارية وخلايا الوقود المصغرة.
وتُعدّ المباني مسؤولة عن نحو 40% من استهلاك الطاقة، و36% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بالطاقة، وفقًا للأرقام الرسمية للاتحاد الأوروبي، بحسب مجلة البرلمان الأوروبي (The Parliament Magazine).
توفير ما قد يصل إلى 80% من فاتورة الكهرباء:
تتميز خلايا الوقود المصغرة هذه بأنها عالية الكفاءة وفعالة من حيث التكلفة، خصوصًا للمنازل والشركات ذات الطلب المرتفع على الكهرباء.
وتُعدّ هذه الخلايا تقنية مؤكدة، تُستَعمَل، حاليًا، في أكثر من نصف مليون مبنى على مستوى العالم.
ويُظهر تحليل حديث لفواتير الكهرباء في بلجيكا والتشيك وألمانيا أن هذه الخلايا وفرت ما بين 30% و80%، في التكاليف المترتبة على المستهلكين الذين استخدموها بحسب مجلة البرلمان الأوروبي.
علاوة على ذلك، من خلال توليد الكهرباء عند الحاجة، تقلل خلايا الوقود المصغرة، وهي خلايا إنتاج الحرارة والكهرباء المدمجة المصغرة من الضغط على شبكات الكهرباء في أوقات الذروة.
تجدر الإشارة إلى أن أوروبا تتمتع بقاعدة تصنيع قوية لخلايا الوقود المصغرة، بوجود أكثر من 200 مليون يورو (212.23 دولارًا) من الاستثمارات الخاصة من جانب صناعة الاتحاد الأوروبي.
حلول فعالة وذكية:
يرى محللون أن وضع كل العبء على شركة واحدة للكهرباء يطرح تحديات من حيث التكاليف ومرونة النظام وأمن الإمداد، وستؤدي كهربة أجهزة التدفئة إلى زيادة الطلب في ذروة فصل الشتاء، بما يتجاوز قدرات الشبكة ومحطات التوليد الحالية، ويتطلب استثمارات مكلفة.
ويهدف صانعو السياسات في الاتحاد الأوروبي إلى الترويج لمزيج متنوع من حلول الطاقة الفعالة والذكية والنظيفة، بجزء من أنظمة الطاقة المتكاملة، لضمان وصول الأسر والشركات إلى مصدر موثوق للكهرباء والتدفئة بأسعار معقولة.
وتمثّل خلايا الوقود المصغرة المدمجة إحدى التقنيات التي تؤدي دورًا إيجابيًا في التوليد المشترك الجزئي عن طريق الجمع بين الهيدروجين والأكسجين.
اعتمدها الاتحاد الأوروبي والعمل جارٍ على تركيبها:
في إطار المشروعات التي يموّلها الاتحاد الأوروبي (إي إن إي. فيلد)، وبرنامج الطاقة النظيفة بأسعار معقولة (باكت)، تم تركيب أكثر من 3500 وحدة طاقة كهربائية مصغّرة لخلايا الوقود في المنازل والمباني الأخرى في 10 دول أوروبية منذ عام 2012.
وتوفر مراجعة توجيه أداء الطاقة للمباني فرصة ممتازة للاتحاد الأوروبي لحشد مجموعة من الحلول التي من شأنها تعزيز كفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات.
ويرى المحللون ضرورة صياغة تعريفات شاملة للمرونة على صعيد الطلب والمباني المحايدة كربونيًا، بما في ذلك وضع المراجع الخاصة بتقنيات اقتران القطاعات مثل خلايا وقود التدفئة والكهرباء المدمجة المصغرة.
وسيساعد هذا من جهة على ضمان إمكان استفادة الأسر والشركات يمكن من فرصة الحصول على الكهرباء والتدفئة بأسعار معقولة وموثوقة، وإحراز تقدّم في مسار الحياد الكربوني من جهة أخرى.