أخذت أزمة البصل الطابع العالمي جراء انخفاض إنتاجه في أبرز دولتين مصدرتين له حول العالم، ألا وهما الهند وباكستان، بسبب سيول وفيضانات ألحقت أضرارا كبيرة بمواسم البصل، فانخفض الإنتاج وسط ارتفاع الطلب، ما أدى إلى ارتفاع سعره عالميا.
وهكذا، بعد أزمات القمح والأرز واللحوم التي ضربت العالم في الفترة الماضية، انضم البصل أخيراً إلى قائمة السلع التي تعاني الأسواق نقصاً فيها.
وقد اضطرت الأسر في العديد من الدول إلى الاستغناء عن البصل بعد ارتفاع أسعاره بشكل جنوبي، ومن هذه الدول الفيليبين وتركيا وكازاخستان والمغرب ولبنان وليبيا. ففي الفيليبين، حيث بات تهريب البصل يضاهي تهريب السلع الثمينة بعد أن وضعت البلاد قيوداً عليه.
وحسب تقرير موقع "فيرست بوست" التابع لمجموعة ريليانس، فقد ارتفعت أسعار البصل في الفيليبين وبات من السلع باهظة الثمن لدرجة أن البعض يقارنه بالذهب، حيث أصبح البصل من سلع الرفاهية، ولم يعد بإمكان الأسر العادية شراؤها.
وفقدت الوجبات الرئيسية نكهتها في العديد من البلدان بسبب غياب البصل عن موائد الطعام. وأدى النقص في البصل والخضروات إلى ارتفاع أسعار الوجبات بالمطاعم، وبالتالي زيادة التضخم.
وذكر الموقع في تقريره أيضًا، أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا، قد ساهم في ارتفاع أسعار الحبوب، وفي مقدمتها القمح، كما سجلت أسعار المواد الغذائية قفزات في جميع أنحاء العالم.
ومع انخفاض أسعار القمح وباقي الحبوب بالأشهر الأخيرة، لكن أسعار الخضار لم تتراجع في دول العالم. وتعدت أزمة الخضروات البصل لتشمل كل الخضر المستخدمة في السلطة و"الكاري".
ويشير موقع إيست فروت، إلى حدثين في السوق الأوكرانية سيكون لهما تأثير مباشر على أسعار البصل لنهاية الموسم الحالي وبداية الموسم المقبل.
فقد علقت بعض المزارعين الذين لا يزال لديهم مخزون من البصل في أوكرانيا المبيعات منذ بداية فبراير/ شباط، وحددت المزارع سعرا إعلانيا يصل إلى 0.96 دولار مقابل الكيلوغرام الواحد. وكذلك، سجلت زيادة حادة في الطلب على بذور البصل في أوكرانيا.
وحسب الموقع، يتوقع المزارعون في أوكرانيا الذين لديهم مخزون من محصول العام الماضي، وأولئك الذين سيحصدون البصل هذا العام، الاستفادة من أزمة البصل، والحصول على أرباح كبيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه نظرا للظروف الصعبة في ربيع وصيف عام 2022 واحتلال المناطق الجنوبية من أوكرانيا، فقد انخفض عدد المنتجين الأوكرانيين الذين يمكنهم تخزين البصل عالي الجودة حتى أبريل/ نيسان ومايو/ أيار 2023 بشكل كبير.
ولفت "إيست فروت" إلى أنه فُرض حظر مؤقت على صادرات البصل في كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وأذربيجان خلال الأسابيع الماضية الماضية، وطبقت إجراءات مماثلة في تركيا خلال نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.
ونتيجة لذلك، تتقلص قائمة موردي البصل المحتملين إلى السوق الأوكرانية بحلول مارس/ آذار وأبريل/ نيسان لتقتصر على عدد قليل من البلدان.
وقد تكون مصر أحد اللاعبين الرئيسيين في ربيع عام 2023، حيث سيحصد المزارعون البصل من محصول جديد في ذلك الوقت. ومع ذلك، هناك نوعان من العوائق عندما يتعلق الأمر بالبصل المصري.
فمن جهة، يشير الموقع المتخصص بالزراعة، إلى أنه لا يصلح محصول الربيع من البصل المصري لجميع فئات المشترين، حيث يكون البصل خلال هذه الفترة غير ناضج ولا يحتوي على قشر كاف. وكذلك، سيزداد الطلب على البصل المصري في أوكرانيا وفي جميع أنحاء أوروبا بسبب فشل محصول البصل. وهذا يعني أنه قد لا يتوفر بصل مصري يكفي جميع المستوردين.