ذكر موقع "ريبليون" الإسباني، في تقريرٍ نشره مؤخرًا، بعض المشاريع التي يعتقد الخبراء الماليون أنها سوف تشكّل تهديدًا لهيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي.
وقال الموقع، في تقريره، إن هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة العالمية بدأت مع إنشاء نظام "بريتون وودز" بعد الحرب العالمية الثانية والذي حدد أسعار صرف ثابتة مقابل الدولار وسعر ثابت للدولار بالذهب، وحتى التخلي عن أسعار الصرف الثابتة في السبعينيات لم يشكل تهديدًا لقيادة الدولار.
وكان من أهم وأخطر المشاريع التي ذكرها الموقع، تلك المتعلقة بولادة نظام جديد إلى جانب البترودولار وهو البترو يوان...
البترويوان على وشك أن يولد:
لفت الموقع إلى أن الصين اتخذت مؤخرا سلسلة من الخطوات التي تتحدث عن عزمها على الانفصال عن النظام العالمي الذي يضمن الهيمنة الأمريكية. وحشد الرئيس "شي جين بينغ" دول البريكس من خلال دعوة أتباعهم من آسيا وأمريكا اللاتينية وزار ملوك الخليج العربي.
ووفق الموقع؛ فقد التقى الزعيم الصيني في المملكة العربية السعودية في الفترة الممتدة من 7 إلى 9 كانون الأول/ ديسمبر بست دول من دول الخليج العربي للنفط والغاز وهم المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر. ومن المفترض أن يتم استخدام عملة اليوان في تعزيز تجارة النفط.
في هذا الصدد، زعم "شي جين بينغ" أن الصين ستزيد واردات النفط من إيران في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، لكنها ستعمل أيضًا على التعاون الشامل في مجال الطاقة مع الدول الأخرى في المنطقة. ويمكن أن تشمل استثمارات في البتروكيماويات والبلاستيك والاستكشاف المشترك في بحر الصين الجنوبي؛ حيث تخطط بكين لدفع كل هذا بعملة اليوان في بورصة شنغهاي للنفط والغاز الطبيعي في وقت مبكر من سنة 2025.
الهند تستخدم الدرهم الإماراتي بدل الدولار في تجارة النفط مع روسيا:
نقلت وكالة رويترز، عن مصادر قالت إنها مطلعة، أن شركات التكرير الهندية بدأت في دفع ثمن معظم النفط الروسي الذي تشتريه من خلال شركات تجارة تتخذ من دبي مقرا لها، بالدرهم الإماراتي بدلا من الدولار الأميركي.
ورغم أن الهند ترفض الاعتراف بالعقوبات الغربية المفروضة على موسكو، كما أن مشترياتها من النفط الروسي قد لا تنتهكها على أي حال، لكن البنوك والمؤسسات المالية تتوخى الحذر حيال تسوية المدفوعات حتى لا تقع دون قصد تحت طائلة الإجراءات العديدة التي فُرضت على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
ويخشى التجار وشركات التكرير في الهند من عدم القدرة على مواصلة تسوية المعاملات بالدولار، خاصة إذا ارتفع سعر الخام الروسي فوق سقف فرضته مجموعة الدول السبع وأستراليا في ديسمبر/ كانون الأول. فدفعهم ذلك إلى البحث عن طرق بديلة للدفع يمكن أن تساعد أيضا روسيا في جهودها الرامية لوقف التعامل بالدولار في اقتصادها ردا على العقوبات الغربية.
وفشلت محاولات سابقة لشركات التكرير الهندية للسداد لشركات التجارة مقابل النفط الخام الروسي بالدرهم عبر بنوك دبي، مما أجبرها على العودة إلى العملة الأميركية.
لكن المصادر قالت لرويترز إن بنك الدولة الهندي -أكبر بنوك البلاد- يسوي الآن هذه المدفوعات بالدرهم، وقدمت تفاصيل عن معاملات لم يعلن عنها من قبل.
ولم يرد البنك الهندي -الذي له فروع في الخارج بما في ذلك الولايات المتحدة- على طلبات للتعليق.