يعرف الجميع شركة "بلاك بيري" كونها إحدى أشهر الشركات التي انطلقت بداية الألفية الحالية، إذ انتشرت بشكل كبير بين المستخدمين خلال فترة قصيرة، لتحكم سيطرتها على سوق الأجهزة الجوالة على حساب العملاقة "نوكيا".
طرحت الشركة سلسلة من الأجهزة الناجحة التي اجتاحت العالم، بسبب تطبيق "بي بي أم" الذي كان وسيلة التواصل الوحيدة بين المستخدمين حينها، وكان منصة "الدردشة" الوحيدة للهواتف قبل ظهور تطبيق "واتساب" وبقية مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي 2010، كانت نصف الهواتف الذكية المباعة بالولايات المتحدة عبارة عن منتجات تحمل اسم BlackBerry، وذاع صيتها بشكل كبير بين المستخدمين خاصة بلوحة مفاتيحها المميزة بالإضافة إلى درجة تأمينها سيبرانياً وإلكترونياً بشكل كبير، وهو ما جعلها الهواتف المفضلة للاستخدام من جانب الحكومات والشركات.
بعد ذلك بفترة قصيرة، حدثت ثورة في صناعة الهواتف الذكية بظهور أسماء ولاعبين كبار نافسوا بقوة في هذا السوق مثل Samsung وApple، وهو ما دفع BlackBerry لتغيير مسارها واستراتيجيتها التجارية.
ومع انتقال المستخدمين إلى أجهزة منافسة مثل "آيفون" و"جلاكسي" وظهور تطبيقات تخدمهم، حاولت شركة التوت الأسود أن تتحول كقريناتها، إلا أنها قلدتهم في الشكل لا غير، فقدمت هاتفاً بشاشة كاملة لكن دون العديد من التطبيقات والخدمات، وهو ما فضح أن الشركة عالقة في عصرها السابق، إذ إن العصر الجديد يعتمد وبشكل كامل على المطورين والمبرمجين لا مصممي الشكل.
وصرح "جون تشين" الرئيس التنفيذي للشركة، أن BlackBerry أدركت بعد سنوات قليلة بأنها لن تستطيع الحفاظ على أقدامها في هذا السوق التنافسي الكبير، وهو ما دفع المسؤولين لاتخاذ قرار بتحويل نشاط الشركة وتركيزها تجاه الأمن السيبراني.
وفي الوقت الحالي، تمتلك BlackBerry وحدتين إحداهما مختصة بالأمن السيبراني والأخرى مرتبطة بتكنولوجيا إنترنت الأشياء.
وتركز وحدة الأمن السيبراني على أغراض مثل تأمين تطبيقات الهواتف الذكية والمواقع المصرفية المرتبطة بالجوالات، بينما تركز وحد إنترنت الأشياء على تكنولوجيا الاتصالات في المنتجات المتصلة كالسيارات ذاتية القيادة.
وبحسب بيان الشركة، فإن تكنولوجيا BlackBerry متوفرة تقريبًا في نحو 215 مليون سيارة وسط توقعات بمزيد من النمو.
ورغم ذلك، فإن BlackBerry تواجه منافسة قوية في صناعة الأمن السيبراني، لكنها تحاول الصمود وتحقيق المزيد من النمو، وفي عام 2021، حققت إيرادات بحوالي 500 مليون دولار من وحدة الأمن السيبراني.
نظرة إلى أسباب خسارة بلاك بيري في سوق الأجهزة الذكية:
نستطيع القول إن أسباب خسارة "بلاك بيري" وخروجها من السوق أن الشركة تأخرت بشكل كبير في التحول من منصة تواصل بين المستخدمين إلى تقديم حلول وخدمات مختلفة، وأيضاً تأخرها في دعم المطورين، على الرغم من أنها امتلكت فرصة عظيمة في إصدار أنظمة جديدة وخدمات، وكانت صاحبة أسبقية يفترض أنها عمقت خبرتها في صناعة الهواتف والبرمجيات.
وفي الـ 4 من يناير (كانون الثاني) الماضي، انتهت حقبة في تاريخ الهواتف المحمولة مع توقف عدد كبير من أجهزتها عن العمل، بعد أن قرّرت العلامة التجارية الكندية إيقاف تحديثات نظام التشغيل الخاص بها "أو إس" الذي كانت الهواتف المُباعة حتى عام 2013 مجهّزة به.