مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وفقدان الأمل من تحسن قريب في كهرباء الحكومة، باتت ألواح الطاقة الشمسية هي البديل لمعظم السوريين؛ حيث إن الليدات لم تعد تفي بالغرض ولا تضيء المكان لأكثر من ساعتين متواصلتين في ظل انقطاع الكهرباء لسبع وثمان ساعات متواصلة.
لكن الطاقة الشمسية ليست عصا سحرية أو حلًا سهلًا، فقد اشتكى السوريون من ارتفاع أسعار تركيب هذه الأنظمة، موضحين أن تكلفتها تقدر بالملايين، وعدد كبير من الناس ليس بمقدوره تحمل هذه التكلفة.
وقد نقل موقع “أثر برس” عن الشركات المختصة بتركيب الألواح الشمسية في دمشق، أنه تراوح سعر اللوح الواحد 545 واط بين مليون و750 ألف ليرة سورية، متضمنة أجرة تركيبه لكن من دون القواعد والكابلات، ويشغل إنارة فقط من دون أدوات كهربائية.
في حين أن سعر المنظومة كاملة وهي ستة ألواح شمسية وإنفرتر وبطارية عدد 2 بحجم 200 أمبير بلغ 13 مليون ليرة سورية أيضاً لا يشمل القواعد الحديدية ولا الكابلات.
وفي إحدى الشركات، بلغ سعر اللوح الواحد مليون و480 ألف ليرة بحجم 545 غير متضمن تكلفة إضافية إنما كمال يقال (من أرضه) سعره مليون وأربعمئة وثمانين ألف ليرة سورية.
وبلغ سعر البطارية 200 أمبير مليونين و150 ألف ليرة، أما الإنفرتر بلغ سعره مليون و650 ألف ليرة.
يذكر أن السورية للتجارة، أعلنت أن المؤسسة بصدد إبرام اتفاقيات لتأمين تقسيط منظومة الطاقة المتجددة المستدامة بوساطة مصرف التوفير بسقف 10 مليون ليرة سورية ولمدة 10 سنوات من دون فوائد للعاملين في الدولة والمتقاعدين.
أنظمة الطاقة الشمسية في سوريا... تجارية أو سيئة في الغالب:
في حديثه لصحيفة "الوطن" المحلية، يقول خبير وعامل في مجال تركيب الألواح الشمسية، إن السوريين الفرحين اليوم بالإنارة وبعض ما تقدمه الطاقة الشمسية، سيصحون قريباً، وتتحول هذه الفرحة إلى قلق وخيبة!
ويضيف الخبير: "هم مطمئنون الآن لأنهم لا يعلمون أن ألواح الطاقة والمدخرات التي تصل إلى سورية، من أسوأ الأنواع في البلدان المصدرة، وبأحسن الأحوال، هي أنواع جيدة مر على تصنيعها وقت طويل. لذا فإنها لن تعطي النتيجة المرجوة بالمدة المرجوة، بل أقل بكثير".
وبناءً عليه، سيضطر الناس لشراء مدخرات وألواح جديدة خلال فترة لا تقارب نصف الفترة التي توقعوها. فمن قيل له ثلاث سنوات، سيضطر للتبديل خلال فترة لا تتجاوز سنة ونصف أو سنتين بأفضل الأحوال.
ويلفت الخبير إلى نقطة هامة، وهي أن ما دُفع ثمنه اليوم 15 أو 20 مليون ليرة، سيصبح 30 وربما 40 مليوناً. فلا ضوابط لهذا السوق، ولا يحدد أسعار مواده سوى توافرها وكمية الطلب، واليوم كمية الطلب مخيفة لدرجة أنك تظن أنه لم يبق سوري لم يركب منظومة طاقة شمسية.
أسباب الاستهلاك السريع لعمر المدخرات:
يشرح الخبير أن الاستهلاك السريع لعمر المدخرات لا يعود فقط لرداءة أنواعها، بل لتحميلها فوق طاقتها أيضاً. وخاصة في المنازل التي قامت بتركيب مدخرات و"إنفرتر" فقط من دون ألواح طاقة شمسية، لأن شحن المدخرات بهذه الحالة سيعتمد على كهرباء الدولة، أي 4 ساعات في النهار كحد وسطي في بعض المناطق، وحد أقصى في مناطق أخرى، واستخدام يصل إلى 20 ساعة.
لهذه الأسباب - يتابع بالشرح - من الطبيعي أن يقلل استخدام كهذا من عمر مدخرة جيدة، فما بالك إن كانت رديئة أساساً.