إن أغلب الأشخاص لا يأبهون للنصائح المالية، ويتكبرون عليها، بينما يميل الذين يستمعون ويعملون بهذه النصائح (من مصادرها الصحيحة)، إلى التحكم بشكل أفضل في تدفقاتهم النقدية، وادخار أعلى قدر من المال، وتعزيز رفاهيتهم المالية.
فيما يلي نستعرض عليكم 5 نصائح مالية قد يكره البعض سماعها لكنها حقيقة:
أولًا: ضع ميزانية حتى لو لم تكن غنيًا
تقول المخططة المالية المعتمدة "ميستي لينش" إن "الميزانية هي أهم شيء" للتحكم في الموارد المالية، رغم أن كثيرين يعتقدون أنها مهمة صعبة لأنها تتطلب الالتزام والصرامة.
ويصر البعض أن أمورًا مثل الميزانية وإدارة النفقات هي أشياءٌ يفعلها الأغنياء وأصحاب الثروات، لكن الواقع أن أصحاب الدخول المتوسطة هم أكثر من يحتاجها!
تضيف "لينش" أن ضبط الميزانية يساعد في إدارة الأموال وتسليط الضوء على العادات المالية السيئة التي يجب تصحيحها، وتوضح في هذا السياق أنه "في كثير من الأحيان، لا تتوافق عادات الإنفاق مع ما يقول الناس إنهم يهتمون به حقا".
مع ذلك، يجب ألا يكون ضبط الميزانية في شكل مجموعة من التعليمات شديدة الصرامة، بل خطة منهجية وواضحة لإدارة الأموال، حيث إن التخطيط الجيد هو أفضل طريقة للانتقال من وضعك الحالي إلى الوضع الذي تطمح إليه.
ثانيًا: لا تفترض أن المنزل استثمار جيد
حذّر الخبير المالي "إيريك روبيرغ" من النظر إلى المنزل كاستثمار، وهذا لا يعني أن شراءه يعد فكرة سيئة أو أن قيمة منزلك أكثر مما تظن، بل أن الاستثمار يجب أن يوفر عائدا.
ومع أن قيمة المنازل تميل إلى الارتفاع بمرور الوقت، فإن تكلفة الملكية والصيانة غالبا ما تؤدي إلى خسارة معظم "المكاسب" التي قد تخطط لها عندما تعتبر منزلك استثمارا.
في الواقع، يبلغ العائد الحقيقي المعقول من منازل الأسرة الواحدة حوالي 2%، وهذه النسبة لا تعتبر كافية لتمويل تقاعدك كاملا.
وقال الخبير إن امتلاك منزل يعتبر قرارا عاطفيا بالأساس، تحرّكه الرغبة في الاستقرار والشعور بالأمان. وهو يوصي بوضع ميزانية معينة والالتزام بها، والحفاظ على إجمالي تكاليف السكن السنوية بما لا يزيد على 20% من إجمالي دخل الأسرة السنوي.
ثالثًا: لا تدخر للاستهلاك فقط
يدخر أغلب الناس لأن لديهم شيئًا يرغبون بشرائه، وهذا أسوأ أنواع الادخار.
ينصح "روبيرغ" بعدم الاقتصار على ادخار مبلغ محدود، لأن الادخار أكثر مما تحتاج سيوفر لك هامشا من الأمان. فمن خلال الادخار أكثر مما تحتاج، ستتمكن من:
- التعامل مع حالات الطوارئ.
- الاستفادة من الفرص عند توفرها (إما الإنفاق في رحلة غير متوقعة على سبيل المثال، أو استخدام الأموال في استثمار ترغب في الخوض فيه).
- إضافة أهداف جديدة إلى خططك بمرور الوقت.
- بالإضافة إلى ذلك، من شأن الادخار أكثر مما تحتاج أن يوفر لك المزيد من الخيارات والحرية في المستقبل. وعادة ما يوصي روبيرغ عملاءه بادخار 25% من دخلهم الإجمالي السنوي.
رابعًا: تخل عن العقلية القديمة بالتعامل مع المال
تؤكد "لينش" أن معظم الناس لا يريدون سماع النصائح التي تتعارض مع ما سمعوه من آبائهم أو أجدادهم أو أي أشخاص مؤثرين في حياتهم، لكن نصائح العائلة والأسرة قد لا تكون مناسبة للتطبيق في الوضع الاقتصادي الراهن.
وتنصح بالتفكير مليا في تلك النصائح ومعرفة سياقاتها ومنطلقاتها، ثم اتخاذ الموقف المناسب منها.
خامسًا: المخاطر الكبيرة لا تعني دائمًا أرباحًا كبيرة
تقول "لينش" إن لديها العديد من العملاء الذين يطلبون منها المشورة في بعض قراراتهم المالية التي تنطوي على مجازفة غير محسوبة وتفتقر إلى المنطق.
وفي الآونة الأخيرة، سألتها إحدى العميلات عما إذا كان يجدر بها ترك وظيفتها والتركيز على عملها الجانبي، وتقول لينش "لقد أرادت مني أن أدعمها في هذه الخطوة، لكنها ليست النصيحة المناسبة".
غالبا ما يكون هناك مغامرون يتطلعون إلى الدخول في استثمارات كبيرة من دون ضمانات كافية، وتوضح الخبيرة: "إنهم يتوقعون مني تشجيعهم على ذلك، لكن في كثير من الأحيان يكون لديهم فواتير يحتاجون إلى سدادها".
شارك
