بعد أن شهدنا في الأشهر والسنوات الماضية آثار الوباء الذي ألقى بظلاله على الاقتصاد من نقص العمالة، وموجات "الاستقالات الكبرى"، غيرت الشركات الآن بشكل واضح من اتجاهات التوظيف الخاصة بها، وصارت تلتزم بمبادئ مختلفة أو مغايرة عن سابقاتها في بعض الأحيان.
1- تأثر مناخ التوظيف بحالة عدم اليقين الاقتصادي
مع اقتراب ركود محتمل وارتفاع نسب التضخم، يتوقع المرشحون تأثير حالة عدم اليقين الاقتصادي على قدرتهم على العثور على عمل وتوظيفهم في العام المقبل.
كما تشهد العديد من الصناعات تخفيضات في الميزانية وسط تباطؤ النمو الاقتصادي وتضخم الأسعار- لذا يتعين على جميع فرق العمل، وخاصة فرق التوظيف، إعادة التفكير في مناهجها لعام 2023.
2- الراتب القليل لم يعد يرضي أحدًا (تضاؤل العمالة الرخيصة)
يدخل المرشحون العام الجديد ولديهم توقع للرواتب التي يمكن أن تحميهم بأفضل شكل ممكن وسط مخاوف التضخم.
لذا يجب أن يقدم القائمون على التوظيف عند التفاوض مع المرشحين عروضا مجزية تكافئ مستوى خبراتهم وتعليمهم وعقليتهم.
3- انضمام الجيل زد إلى القوى العاملة
وفقًا لمجلة فوربس، سيشكل الجيل زد (Generation Z) -وهو الجيل الذي يأتي بعد جيل الألفية- 27٪ من القوى العاملة العالمية بحلول عام 2025.
ستأتي هذه الموجة الجديدة من الموظفين بمجموعة مختلفة تمامًا من التوقعات والأولويات في مكان العمل عن الأجيال السابقة.
4- ازدياد شعبية وظائف العمل عن بُعد أو العمل الهجين
في عام 2022، أُثير الكثير من الجدل حول ما إذا كان العمل داخل المكتب أكثر إنتاجية أم العمل عن بُعد. بيد أن إنتاجية العمل عن بُعد كانت في المتوسط أعلى من تلك التي يتم إجراؤها داخل المكتب.
وبالتالي، بات مطلب المرونة في مكان العمل أكثر شيوعًا، لذا يجب على مديري التوظيف توفير خيارات العمل الهجين أو العمل عن بُعد لجذب أفضل المواهب.
5- دمج وسائل التواصل الاجتماعي للتوظيف
تُعد وسائل التواصل الاجتماعي قناة توظيف قوية، وهي تعمل في كلا الاتجاهين. حيث يمكن للمرشحين عرض مواهبهم رقميًا بطرق أفضل، بينما يمكن للقائمين على التوظيف نشر معلومات حول الوظائف والفرص المنشورة حديثًا في المجتمعات ذات الصلة عبر الإنترنت.
6- زيادة إقبال الشركات على استخدام أدوات أتمتة الذكاء الاصطناعي
يتطلع مديرو التوظيف إلى تحسين وقتهم بشكل أفضل عند استكشاف المرشحين. في الواقع، يعتقد 67% من المتخصصين في الموارد البشرية أن للذكاء الاصطناعي فوائد عديدة وتأثيرًا إيجابيًا على عملية التوظيف.
يمكن أن يؤدي تبسيط عملية التوظيف والمقابلات إلى تقليل الوقت والعمالة اللازمين لتحديد أفضل المرشحين ومساعدتهم في الحصول على الوظيفة بسلاسة.
7- شفافية الرواتب أصبحت أكثر أهمية
تم سن قوانين في بعض الولايات، مثل كاليفورنيا وكولورادو، تُلزم أصحاب العمل بتقديم نطاقات الرواتب في قوائم الوظائف. يُعد هذا تحولًا جيدًا حيث تؤدي شفافية الرواتب إلى وجود مرشحين أكثر تنوعًا ودفع الرواتب بشكل أكثر إنصافا.
لذا سواءً كنت في أمريكا أو غيرها، لا ترضى بعد الآن بأي غموض بخصوص الراتب أو المسمى الوظيفي، واطلب إيضاحًا لسياسة الشركة في الدفع للموظفين، ومدى تأثير الخبرة وسنوات العمل، وكلامًا جازمًا بخصوص إمكانية أو عدم إمكانية زيادة الراتب مستقبلًا.
لا تعتقد أن التساهل بخصوص هذه الأمور سيعطي نظرة للشركة بأنك أكثر مرونة ومطاوعة، بل ستجعلهم يعتقدون أنك مستعد للعمل بأي ثمن وأن حاجتك لهم أكبر من حاجتهم لك، مما يؤثر حتى على فرصة قبولك. حيث يميل الناس للاعتقاد أن الشخص الذي يتنازل بسهولة عن حقوقه هو أقل كفاءة ولا يمتلك الكثير لتقديمه.