رغم حالة الركود في عموم أسواق سوريا، فإن حمى ارتفاع الأسعار طالت سوق السيارات المستعملة لتصل إلى أرقام غير متوقعة رغم حجم العرض الكبير في السوق ورغم ما هو معروف عن السيارات المستعملة وحاجتها إلى الإصلاح الدائم وعدم توافر قطع الغيار الأصلية، إلى جانب المسألة الأهم وهي عدم توفر المحروقات وارتفاع أسعارها.
بالنظر إلى عدد ممن عرضوا سياراتهم للبيع، نجد شريحة لا تزال تعتقد أنها تبيع سيارة (خام) لا تزال بشحمها في حين أن تاريخ صنعها يعود إلى ستينيات القرن الماضي.
وسبب اعتقادهم هذا أنها سيارة ذات ماركة عالمية ومشهورة حتى الآن بصناعة السيارات ولذلك لا بد من أن يكون ثمنها مرتفعاً حتى لو كانت قديمة، بعيداً عن الحالة الفنية للسيارة وسنوات الإهلاك والاستهلاك والتغييرات الحاصلة على المحرك أو على دارة الكهرباء أو التبريد أو البنزين وما شابه.
عرض كبير في السوق لكن السعر يحدد على حسب "شطارة البائع":
نرى نشاطًا ملحوظ وعروضًا كثيرة للبيع في عدد من المحافظات منها دمشق وحمص وحماة واللاذقية وحلب وطرطوس، إلا أن القاسم المشترك ما بين جميع أسواق السيارات في المحافظات هو أن كل صاحب سيارة يطلب السعر الذي يراه مناسباً لسياراته انطلاقاً من رأيه بأن مركبته مميزة وتستحق هذا السعر، الأمر الذي أثر على جميع العارضين ودفعهم لطلب أسعار مماثلة إن لم تكن أعلى من غيرها.
وما يزال التفوق حالياً للسيارات كورية الصنع التي يطلب أصحابها أرقاماً بعشرات الملايين رغم أن سنوات صنعها تعود إلى ما قبل 2005، وهناك أسعار لسيارات من الفئة التي يمكن أن يقال عنها شعبية قد تجاوزت 120 مليون ليرة.
اللافت في أسواق السيارات عموماً أن لا ضوابط واضحة للتسعير والبيع والشراء، فالأمر خاضع لشطارة البائع أو المشتري، أو ربما لشطارة صاحب المكتب وقدرته على إقناع الزبائن سواء أكانوا أصحاب سيارات أم ممن يرغبون بشرائها.
سوق السيارات في سوريا... ظواهر مدهشة!
لعل بعض ما يحصل في أسواق بيع وشراء السيارات المستعملة يستحق تصنيفه على أنه ظواهر مدهشة، فكثيراً ما وجد البعض أنفسهم ضحية لحالات نصب واحتيال وتحايل بعد اكتشافهم أن السيارة التي اشتروها فيها الكثير من العيوب المخفية التي قد يعجز الشخص العادي عن اكتشافها، وربما تحتاج لخبير ميكانيك أو كهرباء أو تصويج.
وهناك العديد من الحالات أيضاً التي شهدت احتيالاً على مواطنين اشتروا سيارات تبيّن بعد فترة أنها سيارات مسروقة وتم تزوير أوراقها من قبل البائع، ما أوقعهم في ورطة مع الجهات المعنية وأدى إلى خسارتهم الأموال التي دفعوها إضافة إلى السيارة.
بالمجمل يمكن القول إن الدخول إلى أسواق السيارات يحتاج إلى الكثير من التأني والدقة والتأكد من الكثير من الأمور، أهمها التحقق من المالك الحقيقي للسيارة مروراً بتفقد الحالة الفنية للمحرك والتأكد من أن الهيكل لم يتعرض إلى عمليات قص ووصل وإعادة تصويج وبخ، وصولاً إلى مجموعة الدوزان والكهرباء وغيرها من الجوانب التي يجب ألا يغفل عنها كل زبون يرغب بشراء سيارة مستعملة.
ما هدا الوضع في سوريا من يوم يومه…كل من ايدو اله..لا قوانين ولغ نظام ولاضراب السخن..وضع عفن ..واشبه ما يكون متل سوق الهال ..بلد العشوائيات والتسيب