انخفض الدولار يوم أمسٍ الجمعة، بآخر أيام التداول في عام هيمن عليه رفع أسعار الفائدة الأمريكية والمخاوف من تباطؤ حاد في النمو العالمي، لكن العملة الأمريكية مع ذلك نجحت في تحقيق أكبر مكاسب سنوية منذ 2015، وسجلت أعلى إغلاق سنوي لها منذ 20 عامًا تقريبًا.
ومقابل سلة من العملات، ارتفع الدولار بنحو 7.8 بالمئة حتى الآن في عام 2022، في أكبر قفزة سنوية له منذ سبع سنوات، لكنه تخلى عن بعض المكاسب في الأسابيع الأخيرة مع توقع المستثمرين انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة الأمريكية العام المقبل.
ورفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي أسعار الفائدة بواقع 425 نقطة أساس إجمالا منذ مارس/ آذار في محاولة لكبح التضخم.
ومع تراجع السيولة بسبب العطلات، انخفض مؤشر الدولار بحوالي 0.47 بالمئة يوم الجمعة إلى 103.5.
توقعات الدولار في 2023:
أشارت توقعات اقتصاديي "سيتي بنك" إلى تراجع الدولار الأمريكي في العام القادم، مدفوعا باحتمال توقف البنك الفيدرالي الأمريكي عن رفع أسعار الفائدة، والتي أقرها الفيدرالي الأمريكي على مدار 7 اجتماعات متتالية هذا العام، بغية مكافحة التضخم المرتفع.
كما أوضح خبراء البنك أن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وخاصة في الولايات المتحدة، إضافة إلى العجز التجاري والمالي في البلاد؛ سيعزز المسار الهبوطي للدولار بالعام المقبل.
هذا وأفاد الاقتصاديون بأنه من الصعب تحديد اتجاه مؤشر الدولار الأمريكي صعودا أو هبوطا نظرا لبحث المستثمرين عن أصول آمنة وسط حالة عدم اليقين.
كما أورد المحللين احتمال ارتفاع الدولار الكندي فور تراجع الدولار الأمريكي؛ والناتج عن تخلي الفيدرالي الأمريكي عن تشديد السياسة النقدية المتوقع.
على النقيض من ذلك، أفادت توقعات المصرف السويسري كريدي سويس، بأنه من المرجح أن تستمر قوة الدولار الأمريكي في عام 2023، وأشار الاقتصاديون إلى أن مؤشر الدولار الأمريكي يحقق أفضل أداء سنوي له منذ عقود في عام 2022.
وتوقع اقتصادي بنك كريدي سويس بأن يظل الدولار الأمريكي مدعوما إلى حد كبير طوال عام 2023، ولكن رجح الخبراء تعرض الدولار لنقطة تحول في وقت لاحق خلال العام المقبل، في حال تحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية وتوقف الفيدرالي الأمريكي عن رفع أسعار الفائدة، لتجعل الدولار يتخلى عن مكاسبه.