في العشرينيات وأول الثلاثينيات من العمر يكون الإنسان في حماسٍ شديد لخوض مختلف أنواع التجارب والمخاطرة للتعلم، لكن بعض القرارات المالية الخاطئة التي قد تتخذها في هذه الفترة، تؤثر على حياتك المستقبلية طيلة عقود.
فيما يلي نستعرض عليكم أخطاءً شائعة يرتكبها الناس في مقتبل عمرهم ويندمون عليها طويلًا بعد ذلك:
أولًا: العيش على القروض
من السهل الحصول على أكبر قدر ممكن من القروض، لكن تقديم طلب للحصول على أموال أكثر مما تحتاج، حتى تتمكن من شراء سيارة على سبيل المثال أو العيش في منزل كبير، يعد فكرة سيئة في سن العشرين.
فبناءً على المبلغ الذي تقترضه، يمكنك قضاء ما يصل إلى ما بين 10 و25 عاما في سداد هذه القروض.
لذلك من الأفضل لك في هذه السن أن تبتعد تماما عن إنفاق أموال القروض من أجل الحصول على نمط حياة أفضل، وقم بدلا من ذلك بالتفكير في استثمار أو ادخار هذه الأموال للمستقبل.
ثانيًا: إهمال المدخرات الطارئة
عندما تقوم بجمع الأموال، في حساب توفير للطوارئ، يكون لديك أموال لتغطية الإصلاحات الطارئة الضرورية والفواتير الطبية والأزمات الاقتصادية العارضة، وغيرها من النفقات غير المتوقعة التي قد تضطر إلى تحصيلها عن طريق الاستدانة من هذا أو ذاك.
ولتجنب التورط في فخ الديون، قم بتوفير ما لا يقل عن ألف دولار (يختلف المبلغ حسب البلد)، حتى لا تضطر أن تسأل أحدًا أو تتورط للاقتراض من البنوك والدخول في مستنقع الفائدة.
ثالثًا: التراخي في تحقيق الأهداف
إن تحديد الأهداف المالية في العشرينات من العمر يحفزك على تحويل الأحلام إلى حقيقة. على العكس من ذلك، وإذا اعتدت قضاء هذه الفترة من العمر بالتراخي والكسل وصرفت وقتك على الملذات المؤقتة، سترى أن حياتك ضاعت من بين يديك، وتحول الأمر بك إلى عالة وعاطل.
لا تتوقع أن يرافقك الحماس الذي تشعر به في هذه السنوات القليلة طوال حياتك، ولا تتوقع أن تكون مستعدًا لتجربة الأفكار الجديدة والمشاريع الفذة بصدر رحب مستقبلًا.
رابعًا: البقاء في عمل لا تحبه
عند بلوغ سن الثلاثين، لا ينبغي لأحد أن يكدح في وظيفة تجعله يشعر بالتَّوتر وعدم الرضا عن الحياة. إذ في بعض الأحيان عليك فقط أن تقول لا، وأن تمتلك الثقة الكافية لترك مثل هذا العمل.
قد تضطر للعمل في وظائف مضنية وصعبة لجمع المال والانطلاق في حياتك خلال العشرينيات، لكن تذكر أن هذه هي الفترة الوحيدة في حياتك التي ستمتلك فيها مرونة التنقل والتغيير. فكما ذكرنا أعلاه، بمجرد الدخول في سن الثلاثين ينبغي أن تكون قد رست مراكبك على عمل تحبه وتفلح فيه.
خامسًا: التسرع في شراء منزل واتخاذ قرار الاستقرار
نسمع دائمًا أقولًا مثل: المنزل يعني الاستقرار، شراء المنزل والسيارة هما اللبنة الأولى لبناء حياة أي شاب، الإنسان بلا منزل يبقى مشردًا... الخ.
هذا الكلام كان صحيحًا للغاية في الماضي، لكنه الآن بات فاقدًا للصلاحية، وذلك بسبب غلاء العقارات الشديد الذي يجعل من الصعب لأي شاب في مقتبل عمره أن يحصل على منزل خاص به بدون قروض أو ديون أولًا، وبسبب أن تفكيرك بإجبار نفسك على الاستقرار في مكان معين عن طريق شراء منزل فيه سينتزع منك العديد من الفرص للتنقل والتجديد بين الدول والمدن حول العالم ثانيًا.
نحن الآن في عصر حيث يمكن لشخص في الصين أن يفكر بوظيفة في دبي ولن يكون ذلك غريبًا، فالاستقرار السكني لم يعد يعني النجاح والأمان كما في الماضي.
لذلك ينبغي تأجيل قرار شراء المنزل واعتماد مكان الاستقرار السكني إلى مرحلة تكون فيها مستقرًا ماليًا ومدركًا للغاية لفرصك وخططك المستقبلية في مكان إقامتك.