اندلعت مظاهرات عارمة في جميع أنحاء الصين تحت اسم "احتجاجات كوفيد"، وامتدت بصورة لا تتكرر كثيرًا في تاريخ البلاد الحديث إلى عدة مدن في أعقاب حريق أسفر عن سقوط قتلى في أورومتشي في أقصى غرب البلاد، حيث وقعت اشتباكات بين مئات المتظاهرين والشرطة في شنغهاي.
أخبار غير مبشرة للتضخم وسلاسل الإمداد العالمية:
حذر الاقتصادي "محمد العريان" من أن الاحتجاجات في الصين ضد إجراءات الإغلاق الصارمة قد تعني أن التضخم في أميركا سيظل عالقاً عند مستويات 4%، لأن الفوضى ستواصل سيطرتها على سلاسل الإمدادات.
وفي مقابلة مع CNBC، قال الخبير: "لا يمكنك إعادة ترتيب سلاسل الإمدادات بين عشية وضحاها"، مشيراً في ذلك إلى احتمالية تسبب الاحتجاجات في زعزعة سلاسل الإمدادات العالمية.
وأضاف كبير الاقتصاديين لدى Allianz: تلك الأحداث قد تتسبب في حالة عدم يقين للإمدادات وللإنتاج في شركات التكنولوجيا الكبرى وللتضخم الأميركي.
وشدد "العريان" على أن التضخم في أميركا لن يعود نحو مستويات 2% -مستهدف الاحتياطي الفدرالي- بسرعة، وأن الاحتجاجات لن تؤثر على الأرجح على قرار الفدرالي في الإبقاء على معدل الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول.
هذا ويتوقع أن يرفع المركزي الأميركي معدل الفائدة بنحو 0.5% الشهر المقبل، ثم بنحو 25 نقطة أساس في اجتماع يناير/ كانون الثاني.
أسعار القمح تتفاعل بقوة:
انخفض القمح في بورصة شيكاغو، يوم أمسٍ الاثنين، مسجلا أدنى مستوياته في 3 أشهر مع هبوط أسواق السلع الأولية والأسهم بفعل مخاوف من تداعيات مظاهرات الصين.
وقال محللون وتجار إن الإمدادات الرخيصة من روسيا ودول أخرى بالبحر الأسود تزيد المنافسة أمام القمح الأميركي، وإن الأسعار انخفضت لمستويات كافية لتحفيز عمليات بيع لأسباب فنية.
وانخفض عقد القمح الأكثر تداولا بمجلس شيكاغو للتجارة 2.6% إلى 7.76 دولار ونصف السنت للبوشل بحلول الساعة 4:11 مساء بتوقيت غرينتش بعدما سجل في وقت سابق 7.73 دولار وربع السنت للبوشل وهو أدنى مستوياته منذ 22 أغسطس/ آب، وفق رويترز.
وقال محلل السلع الأولية "تيري رايلي"، إنه من المرجح أن تكون الصناديق تزيد عمليات البيع في ظل انخفاض أسعار القمح وإن الأمطار المتواضعة في أجزاء من ولايتي تكساس وأوكلاهوما الأمريكيتين الأسبوع الماضي ربما تكون حسنت ظروف زراعة القمح الشتوي.
وانخفضت الذرة 0.7%، وارتفع فول الصويا 0.2% إلى 14.38 دولار ونصف السنت للبوشل مدعوما بتقرير من وزارة الزراعة الأميركية عن بيع صادرات حجمها 110 آلاف طن لجهات لم يكشف عنها.
وتأثر القمح الأميركي أيضا بالمنافسة حسبما قال "مات أمرمان" مدير مخاطر السلع الأولية لدى ستون إكس.
وأضاف: "القمح الروسي ما زال يُعرض بأرخص الأثمان تقريبا في أسواق التصدير العالمية وهو أمر سلبي بالنسبة لآفاق تصدير القمح الأميركي".