حذرت توقعات اقتصادية حديثة، من تزايد عدد الشركات المفلسة في ألمانيا هذا العام والعام المقبل، مدفوعة بالأزمات الاقتصادية التي تشهدها المنطقة، لا سيما نقص الطاقة.
في التفاصيل، جاء ضمن تحليل أجرته شركة الاستعلام الائتماني "كريف" شمل بيانات من نحو ثلاثة ملايين شركة، أنه يوجد أكثر من 300 ألف شركة في ألمانيا حاليا تعاني مشكلات مالية جادة.
ارتفاع مخيف لعدد الشركات المرجح إفلاسها:
أظهر التحليل الذي نشرت نتائجه حديثًا، أن عدد الشركات المرجح إفلاسها ارتفع 15.6 في المائة في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري مقارنة بمارس/ آذار الماضي.
وقال "فرانك شلين"، المدير الإداري لشركة "كريف" في ألمانيا: "تكاليف الطاقة المرتفعة والمشكلات الحالية في سلاسل التوريد والتضخم تسبب مشكلات لعديد من الشركات". وأحال الأمر أيضا إلى إحجام المستهلكين عن الإنفاق بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم.
وتتوقع الشركة أن يرتفع عدد حالات إفلاس الشركات في ألمانيا هذا العام 3.6 في المائة مقارنة بالعام الماضي. وقال "شلاين": "نتوقع حاليا إفلاس 14500 شركة في 2022، من المتوقع في 2023 أن يرتفع العدد مرة أخرى إلى 17 ألف شركة.
كيف تنوي ألمانيا التعامل مع أزمة الطاقة قبل خروج الوضع عن السيطرة؟
أعلنت "سفينيا شولتسه" وزيرة التنمية الألمانية، و "شتيفان فينتسل" وكيل وزارة الاقتصاد الألمانية المختص بالشؤون البرلمانية أمس، أن ألمانيا أسست صندوقي دعم جديدين يبلغ إجماليهما 550 مليون يورو لتعزيز تنمية اقتصاد الهيدروجين في الخارج.
وتهدف ألمانيا عبر هذه الأموال إلى توسيع الاستثمارات الخاصة في هذا المجال لنطاق أكبر.
وقال "فينتسل" في التصريحات التي جاءت على هامش مؤتمر المناخ العالمي في منتجع شرم الشيخ المصري: "من المأمول أن تراوح الاستثمارات في هذا المجال بين 2.5 مليون وخمسة مليارات يورو"، متوقعا نجاح المبادرة لأن المستثمرين يصنفون المشاريع المدعومة من الدولة على أنها أكثر أمانا.
ووصفت "شولتسه" الهيدروجين بأنه "منارة حقيقية للأمل" و"تقنية محورية".
وفي الصناعة يمكن أن يساعد الهيدروجين على تقليل أزمة الطاقة التي بدأت مع العقوبات الغربية على روسيا، كما يمكن استخدام الهيدروجين لتخزين الطاقة.
في المقابل يتطلب استخراج الهيدروجين استهلاكا كثيفا للطاقة، لكن إذا تم استخدام الطاقة المتجددة مثل الرياح أو الشمس، فإن الهيدروجين الأخضر المنتج بهذه الطريقة سيحقق توازنا.
ووصفت "شولتسه" الهيدروجين الأخضر بأنه تقنية رئيسة، حيث توفر عديد من الدول النامية أفضل الظروف للإنتاج، لكن هناك خطر من استبعادها رغم ذلك من سلاسل القيمة في المستقبل".