بدأ رسميًا، يوم أمس الثلاثاء، برنامج تجريبي للدولار الرقمي الحكومي "مصدره البنك المركزي الأمريكي" في عدد من المؤسسات المالية الأميركية، على أن يستمر 12 أسبوعًا، وذلك بالتعاون مع الاحتياطي الفيدرالي.
ويضم البرنامج التجريبي بنك Citigroup وHSBC وWells Fargo إضافة لشركة ماستر كارد ومركز الابتكار التابع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ماذا يُنتظَر من اختبار الدولار الرقمي؟
يشرح مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن المشروع الذي يعرف باسم شبكة الالتزامات المنظمة سيجري اختباره في بيئة مغلقة باستخدام بيانات محاكاة، ويحلل البرنامج التجريبي كيفية استخدام البنوك "لآلية تسوية التزامات مالية" تعتمد على الدولار الرقمي، عن طريق قاعدة بيانات مشتركة، بحسب رويترز.
وأوضحت "ميشيل نيل"، رئيسة مجموعة السوق التابعة للفيدرالي الأميركي في نيويورك، أنها ترى أملًا في استخدام الدولار الرقمي للفيدرالي الأميركي لتسريع عملية تسوية الالتزامات المالية في أسواق العملات.
وأمام التقدم العالمي السريع في مجال العملات المعتمدة على البلوكتشين، ترغب أمريكا أن تدلي بدلوها أيضًا. علاوةً على ذلك، دشّنت بريطانيا تجربتها الخاصة بتقنية البلوكتشين لإصدار جنيه إسترليني رقمي خاضع للبنك المركزي، ويعمل أيضًا البنك المركزي في سلطنة عمان على تطوير عملة رقمية مركزية.
ولكن، سبقت الصين العالم كله عندما أصدرت اليوان الرقمي تحت رمز "e-CNY"، وجرى اختباره بشكل تجريبي في فعاليات دورة الأولمبياد الشتوية التي أقيمت في بكين فبراير/شباط الماضي.
الفارق الأساسي بين الدولار الرقمي المركزي وغيره من العملات المستقرة:
على وجه العموم، تُستخدم العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأميركي لتسهيل عمليات التداول في سوق الكريبتو، لكن العديد من الشركات تستكشف طرقًا لترويج العملات المستقرة بوصفها وسيلة دفع واسعة النطاق.
لكن الدولار الرقمي المركزي – على عكس العملات المستقرة – سيكون من مصدر حكومي وتحت إشراف جهات بنكية مركزية. لذا فإن كل دولار رقمي واحد يساوي ويكافئ دولار أمريكي حقيقي، أما بالنسبة للعملات المستقرة فكل عملة واحدة مغطاة بدولار حقيقي واحد، والضمان بأنها تساويه هو رصيد الشركة المنتجة للعملة.
يختلف الدولار الرقمي عن العملات الرقمية الحالية المتاحة لعامة الناس، لأن الدولار الرقمي للبنك المركزي سيمثل التزامًا ماليًا مباشرًا على الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وليس البنوك التجارية بحسب أطروحة بحثية نشرها مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي.
كل ذلك هو ما يجعل الدولار الرقمي بعيدًا عن فكرة "البلوكتشين اللامركزي" القائمة عليه أغلبية العملات المشفرة التي يقدرها موقع coinmarketcap بنحو 21750 عملة مشفرة.
مزايا الدولار الرقمي المركزي:
- القدرة على تحويل القيمة بسلاسة بين مختلف الوسطاء من خلال نظام دفع أكثر كفاءة والسماح للأموال بالتحرك بحرية أكبر في جميع محاور الاقتصاد.
- يمكن أن تكون العملة الرقمية للبنك المركزي بمنزلة أساس جديد لنظام الدفع وتقلص الفجوة بين خدمات الدفع القديمة والجديدة على حد سواء.
- ستحافظ العملة على مركزية الأموال الآمنة والموثوقة في اقتصاد يتحول بسرعة إلى رقمنة.
- منح رواد الأعمال منصة يمكنهم من خلالها إنشاء منتجات وخدمات مالية جديدة.
- دعم المدفوعات بشكل أسرع وأقل تكلفة وبالأخص المدفوعات الدولية.
- دعم الشمول المالي لمختلف المستهلكين في النظام المالي.
مخاطر الدولار الرقمي المركزي:
- احتمالية عدم استقرار النظام المالي وفعالية السياسة النقدية.
- لن تتطلب عملات البنوك المركزية الرقمية آليات مثل التأمين على الودائع للحفاظ على ثقة المجتمع، ولن تعتمد العملة الرقمية للبنك المركزي على دعم الأصول للحفاظ على قيمتها.
- يمكن للبنك المركزي أن يحد من المبلغ الإجمالي الذي يمكن للمستخدم النهائي الاحتفاظ به "بشكل تراكمي على مدى فترات قصيرة".
- يمارس الاحتياطي الفيدرالي السيطرة على مستوى معدل صرف الأموال الفيدرالية ومعدلات الفائدة قصيرة الأجل وتحديد المصاريف الإدارية التي يديرها الاحتياطي.
متطلبات نجاح مشروع الدولار الرقمي الحكومي/ المركزي:
- تعد حماية خصوصية المستهلك أمرًا بالغ الأهمية، ويجب أن تحقق أي عملة رقمية خاصة توازنًا مناسبًا إلى جانب توفير الشفافية اللازمة لردع النشاط الإجرامي.
- يُقدّم القطاع الخاص حسابات أو محافظ رقمية لتسهيل إدارة مقتنيات ومدفوعات عملات البنوك المركزية الرقمية عن طريق نموذج وسيط.
- يمكن أن يشمل الوسطاء المحتملون البنوك التجارية والمالية غير المصرفية الخاضعة للرقابة، وسيعملون في سوق مفتوح لخدمات CBDC.