تنبأ بنك الاستثمار الأميركي مورغان ستانلي بتراجع الدولار في عام 2023 تزامناً مع انخفاض عوائد السندات الأميركية نتيجة لتراجع توقعات التضخم، وهو ما اعتبره البنك داعماً لأسعار الأصول في أسواق الدول النامية .
وفي مذكرة أعدها محللو البنك، بقيادة كبيرهم "أندرو شيتس"، توصلوا إلى أن مؤشر الدولار سينخفض أمام مجموعة من العملات الكبرى إلى 104 بحلول نهاية العام المقبل (حالياً فوق 107)، بينما سيتفوق اليورو مع استئناف تدفقات المستثمرين.
وتوقع "شيتس" وفريقه أن تنهي عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل سنتين وعشر سنوات عام 2023 عند مستوى 3.5%، وهو ما يعني انحدار منحنى العائد بصورة واضحة.
وبنى البنك الاستثماري الأميركي توقعاته على افتراض أن يقوم بنك الاحتياط الفيدرالي برفع الفائدة للمرة الأخيرة في يناير/كانون الثاني القادم، على أن يبدأ البنك المركزي الأكبر في العالم تخفيضها خلال الربع الأخير من نفس العام.
وأشار البنك إلى توقعه أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بزيادة معدلات الفائدة للمرة الأخيرة خلال شهر مارس/آذار العام القادم.
توقعات بنك "يو بي إس" السويسري:
استعراضًا للرأي الآخر، وعلى عكس "مورغان ستانلي"، أشار بنك "يو بي إس" السويسري إلى أنّ الدولار ما زال هو "الجنة الآمنة" في ظل الظروف الحالية، خاصة مع توقعه استمرار حالات عدم اليقين في الأسواق خلال فترة ثلاثة إلى ستة أشهر القادمة.
وفي مذكرة لعملائه، نصح "مارك هايفيلي"، مسؤول الاستثمار العالمي بالبنك السويسري، عملاءه بالاحتفاظ بالدولار، أو الفرنك السويسري، لا اليورو ولا الإسترليني، طالما بقي التضخم الأميركي محلقاً فوق مستواه المستهدف من البنك الفيدرالي والذي يدور حول 2%.
توقعات بنك ING الهولندي:
رصد بنك ING الهولندي العريق خروج كميات ضخمة من السيولة من الدولار باتجاه اليورو والإسترليني واليوان الصيني، في أعقاب الإعلان عن تراجع معدل التضخم الأميركي يوم الخميس الماضي، وتخفيف الصين من سياسات مكافحة كوفيد-19، كما تراجع الدولار أمام العملات الأخرى بأعلى نسبة في يومين متتالين منذ عام 2009، مع نهاية الأسبوع الماضي.
لكن البنك اعتبر أن التعامل مع ما حدث على أنه بداية لموجة تراجع كبيرة للعملة الأميركية في الوقت الحالي، سيكون سابقاً لأوانه، حيث إن تحول البنك الفيدرالي عن سياساته التقييدية ليس مؤكداً حتى الآن، كما أن الأصول مرتفعة المخاطر (الأصول البعيدة عن السندات الأميركية)، ما زالت عرضة للتقلبات خلال الفترة الحالية.
توقعات شركة "برينسبال أست مانجمنت":
أيدت شركة إدارة الاستثمار والتأمين الأميركية "برينسبال أست مانجمنت" Principal Asset Management استمرار قوة الدولار خلال العام القادم، مدعوماً باستمرار السياسة التقييدية للبنك الفيدرالي، التي توقعت الشركة لها أن تصل بمعدل الفائدة على أمواله إلى أكثر من 5%، بينما شرعت البنوك المركزية الأخرى في التيسير.
وقالت الشركة العملاقة، التي تأسست قبل أكثر من مائة وأربعين عاماً، إن الارتفاع الذي شهده الدولار أمام العملات الأخرى، والذي لم يتحقق في أكثر من عشرين عاماً، سيستمر العام القادم، بسبب ارتفاع المخاطر في العديد من الدول الأوروبية وآسيا.
وقالت الشركة إن تزايد قوة الدولار قد تتوقف عند تغيير البنك الفيدرالي سياساته، "إلا أن هذا لن يعني بالضرورة تراجع الدولار أمام العملات الكبرى بقوة"، مشيرة إلى أن دعائم قوة العملة الخضراء، التي لا تتوقف عند الفائدة المرتفعة، لن تختفي مع تغير سياسات البنك.