سعر صرف الدولار في لبنان إلى أين؟ خبير مصرفي يعترف بالحقيقة المرة

09/11/2022

يتابع سعر صرف الدولار في لبنان ارتفاعه غير مكترثٍ لتعاميم المصرف التي شكّلت مجرد مسكّنٍ انتهى مفعوله مع استمرار المضاربات وغياب العلاج الجذري للمشكلة وانعدام الإصلاحات الضرورية لمعالجة الأزمة الاقتصادية.

الليرة اللبنانية مقابل الدولار... إلى أين؟

في هذا الصدد، يتوقع الخبير الاقتصادي "نيقولا شيخاني"، في حديثٍ إلى موقع “ليبانون ديبايت”، المزيد من التدهور في سعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار.

ويرى الخبير أن هبوط الدولار مؤخرًا كان “اصطناعيًا” بعدما تدخّل مصرف لبنان، مشيراً إلى أنه عبر صك الليرة وشراء الدولار، سيرتفع الدولار حتماً لأنه لم يعد هناك من مدخول “فرش دولار إلى لبنان” وميزان المدفوعات لا يزال سلبياً، وبالتالي، وبعد زيادة رواتب القطاع العام بـ 3 أضعاف، فقد بات من المؤكد ارتفاع الدولار.

ملاحظة: "الفرش دولار" هي عملة الدولار التي تم تحويلها إلى لبنان مؤخرا من الخارج، وتمت تسميتها هكذا لأنها لا تخضع للقيود المفروضة من السلطات المالية منذ بدء الأزمة المالية في البلاد.

كما يؤكد الحاجة إلى خطة نقدية متكاملة مع خطة الدولة للتعافي، "وإلا فإننا نتجه إلى الهاوية الاقتصادية، علماً أنه أمامنا فرصة من الآن حتى نهاية العام أو بداية العام المقبل، وإلا ستتفاقم المشكلة ولن نستطيع حلها”.

أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان اليوم:

عن الأسباب المباشرة لارتفاع الدولار اليوم (لامس 40 ألف ليرة في بعض المناطق)، فيوضح أن احتياطي مصرف لبنان انخفض من العملات الأجنبية إلى 8.5 مليار دولار، ما أثّر على قدرة المصرف المركزي في بيع الدولارات إلى مستوردي المحروقات على سعر صرف منصّة صيرفة.

ويُشير إلى أنه ومن أجل معالجة مشكلة انخفاض احتياطاته، طبع المصرف المركزي 22 تريليون ليرة لبنانية هذا الشهر واشترى من خلال هذه الكتلة 500 مليون دولار من السوق الموازية لتعزيز احتياطاته بالعملة الصعبة، ما انعكس على سعر الصرف في السوق الموازية بالارتفاع.

يتطرق "شيخاني" إلى البيان الذي أصدره حاكم مصرف لبنان "رياض سلامة" والذي ينصّ على أن المصرف المركزي سيبيع الدولار الأميركي حصراً على سعر منصّة صيرفة، ما يعني فعلياً أنه سيضخّ من جديد الدولارات التي اشتراها من السوق هذا الشهر على المنصة.

ويلفت إلى أنه عندما تتمّ طباعة العملة الوطنية، ينهار سعر الصرف، وعندما يبيع المصرف المركزي الدولارات على منصّة صيرفة، يتحسّن السعر مؤقتاً على المدى القصير.

ويخلص "شيخاني" إلى أن النتيجة في الحالتين سلبية، وهي تراجع أموال المودعين، ما يفرض على المصرف المركزي وضع سياسة نقدية حقيقية سريعاً، بدلا من إصدار “تعاميم تكتيكية مؤقتة”.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: