الأرض تشهد تغيرات مناخية لم تظهر منذ 4 ملايين عام... تكاليف هائلة لتجاوزها

08/11/2022

في الآونة الأخيرة يعترف المزيد والمزيد من العلماء علناً بأنهم خائفون من التقلبات المناخية الأخيرة، مثل الفيضانات في باكستان وغرب إفريقيا، والجفاف وموجات الحر في أوروبا وشرق إفريقيا، وذوبان الجليد المتفشي في القطبين.

وللتأكيد على هذه المخاوف، فقد أنتجت بلدة ليتون الكندية، على سبيل المثال، "قبة" من الحرارة المحتبسة أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة إلى 49.6 درجة مئوية. كما اندلعت حرائق الغابات ودمرت المدينة.

وجاء رد فعل أحد الأعضاء البارزين في الجمعية الملكية، البروفيسور "السير بريان هوسكينز"، على الخبر بعدم التصديق في البداية. قبل أن تتحول نظرة التعجب إلى خوف شديد، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الغارديان".

وفي يوليو/ تموز من هذا العام، شهدت المملكة المتحدة لأول مرة ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية. وقبل عامين، قال الباحثون إن فرص حدوث ذلك في هذا العقد كانت 1%.

من جانبها، قالت البروفيسور "هانا كلوك": "هذا النوع من الأشياء مخيف حقاً. إنها مجرد إحصائية واحدة من بين سيل من الظواهر الجوية المتطرفة التي كانت تُعرف باسم الكوارث الطبيعية".

لكن التهديد بالتغيير طويل الأمد الذي لا يمكن وقفه هو ما يقلق مديرة المسح البريطاني في القطب الجنوبي، البروفيسور "دام جين فرانسيس"، إذ شهدت درجات حرارة في القطب الجنوبي ارتفاع 40 درجة مئوية فوق المعدل الموسمي، و30 درجة مئوية أعلى في القطب الشمالي.

وكانت "فرانسيس" أكثر انزعاجاً من تقرير حديث يحذر من أنه إذا تم تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية، والتي اعتبرها معظم العلماء أمراً حتمياً تقريباً، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور نقاط تحول مناخية متعددة - مفاجئة ولا رجعة فيها وذات تأثيرات خطيرة.

وقالت: "ستؤثر هذه التأثيرات المتعددة على الكوكب بأسره، وكذلك على السكان المحليين".

وبصفتها عالمة جيولوجية وليست مُعَدِّلة للمناخ، فإنها تنظر إلى الوراء في الوقت المناسب بحثاً عن أدلة حول الأرض كما هي حالياً، بمستوى ثاني أكسيد الكربون المتضخم، والذي بلغ ذروته عند حوالي 420 جزءاً في المليون في مايو.

بناءً على ذلك كانت آخر مرة شهد فيها الكوكب 400 جزء في المليون من ثاني أكسيد الكربون قبل 3 إلى 4 ملايين سنة خلال العصر البليوسيني عندما كان مستوى سطح البحر العالمي أعلى من 10 إلى 20 متراً ودرجات حرارة أعلى بمقدار 2-3 درجات مئوية. وحدثت هذه التغييرات على مدى ملايين السنين. أما الآن يبدو أننا نفرض هذه التغييرات على كوكبنا في فترات زمنية أقصر بكثير.

تكاليف هائلة:

أفاد تقرير اليوم الثلاثاء، بأن الدول النامية وحدها بحاجة إلى العمل مع المستثمرين والدول الغنية وبنوك التنمية للحصول على تمويل خارجي حجمه تريليون دولار سنوياً للعمل على تفادي الآثار السلبية لتغير المناخ بحلول نهاية العقد.

وقال التقرير، الذي صدر قبيل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) المنعقد حالياً في مصر، إن التمويل مطلوب لخفض الانبعاثات وتعزيز المرونة والتعامل مع الأضرار الناجمة عن تغير المناخ واستعادة الطبيعة والأراضي.

وأضاف التقرير الذي أُعد بتكليف من مستضيفة قمة المناخ الحالية، مصر، والسابقة، بريطانيا، أن "العالم بحاجة إلى انفراجة وخريطة طريق جديدة بشأن تمويل المناخ يمكنها جمع تريليون دولار من التمويل الخارجي، التي ستكون مطلوبة بحلول عام 2030 للأسواق الناشئة والدول النامية بخلاف الصين".

وذكر أن إجمالي متطلبات الاستثمار السنوي للدول النامية سيصل إلى 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2030، نصفها من التمويل الخارجي والباقي من مصادر عامة وخاصة في تلك البلدان.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: