يأتي كتاب البقرة البنفسجية للكاتب "سيث جودين" بطرح استثنائي وخارج عن المألوف في عالم التسويق... نعلم جميعًا أن مزارع الأبقار تحتوي على أبقار سوداء وبيضاء، ولكن تخيل أن ترى وسط القطيع لونًا آخر غير المتعارف عليه وهو البنفسجي، ألن يكون ذلك لافتًا ومذهلًا؟!
ما الذي قدمته نظرية البقرة البنفسجية؟
القاعدة القديمة: كانت تقوم على تصميم أو بناء منتجات آمنة وعالية الجودة ثم العمل على تسويقها بشكل رائع، إذ كان التسويق الرائع في القرن العشرين يعني شراء اللوحات الإعلانية والمساحات التلفزيونية لأن هذا الشيء كان يعني أن الكثير من المستهلكين سيرون إعلاناتك ويشترون منك إلى الحد الذي يمكنك فيه تغطية ودفع ثمن تلك الإعلانات.
وكان يعني أن الشركات أو التجار عليها أن تقوم بإنتاج منتجات متواضعة يستهلكها شخص العادي وتدفع ثمن الاعلانات الكبيرة التي يمكن أن تساعدها في التسويق لسوق المستهلكين الواسع بشكل يساعدها على الربح.
القاعدة الجديدة: إنتاج منتجات لا تُنسى للتأثير على الأشخاص المناسبين؛ فمن المؤكد أن الأشخاص الأوائل الذين يستخدمون هذا المنتج سيوصون به لأشخاص آخرين أيضًا، وبهذه الطريقة فلن تضطر إلى الإعلان للجميع.
وبحسب استراتيجية البقرة البنفسجية يجب أن يكون هدفك الوحيد هو تجاهل حجم السوق والتركيز على الجمهور المستهدف الرئيسي وإجبارهم على الاهتمام بما تقدمه، وبعد ذلك فإنهم سيقومون بالتسويق لك تلقائيًا، خاصة إذا كنت تُضمِن منتجاتك بخصائص وعناصر خاصة ورائعة.
فيروس الفكرة:
وفقًا للكتاب، فإن نشر الأفكار يشبه نشر الفيروس، إذ يعطس أحد الأشخاص فينتشر الفيروس من شخص لآخر، وهذا هو الحال في عالم الأفكار.
عندما تشارك فكرة مع شخص آخر، فأنت تريد أن تجد مفتاحًا لتخلق حالة العطس في السوق، وهذا لأن الأشخاص هم الذين يساهمون في المشاركة والترويج لمنتجاتك أو أفكارك التسويقية الفريدة... باختصار الفكرة الفيروسية التي تنتشر تفوز.
فكر بالموضوع قليلًا: إن تقديم علامة تجارية أو منتج ليس أكثر من فكرة، من المرجح أن تنجح الأفكار المنشورة أكثر من الأفكار التي لم يتم نشرها.
على سبيل المثال: الأحذية الرياضية هي السبب الرئيسي لانتشار فكرة فيروس ارتداء الأحذية الرياضية أثناء ممارسة الرياضة، فكيف ننشر فكرة بشكل فيروسي؟
يحتوي كل سوق على الأحذية الرياضية الخاصة به، لكن الأحذية الرياضية في الأسواق الكبيرة بها العديد من الخيارات وسيكون من دواعي إرضاء أحد العملاء العمل على تقديم ميزة أو شيئًا مخصصَا له، عندما يصل فيروس الفكرة الإبداعية لعدد معين من الأشخاص فهو بالتالي سينتشر ويغطي السوق بالكامل، ومع وجود الجمهور المستهدف وسهولة التأثير فيه، ستزداد فعاليتك التسويقية وهذا الشيء يساعدك على تحقيق المزيد من المبيعات.
مشكلة نظرية البقرة البنفسجية:
تكمن المشكلة في أن الناس يخافون من الأبقار النادرة؛ فإذا كنت تخطط للقيام بشيء مختلف ولا يُنسى، من المحتمل جدًا أن بعض الأشخاص لن يهتموا بعملك، في الواقع لن يهتم الكثير من الأشخاص بعملك.
لذا إن كان هذا الشيء يخيفك ويمثل ضغطًا عليك، فيجب أن تعلم أيضًا أن النقد يُوجه باستمرار إلى الذين يقفون ويثابرون في عملهم، وعلينا أن نفهم وأن نتصالح مع حقيقة أننا لن نكون قادرين على تحقيق السعادة ونيل رضا الجميع.
بالإضافة إلى ذلك، عندما تبدأ، من المرجح أن يواجهك منافسوك بحرب وتخفيضات ضخمة في الأسعار؛ فعندما تبيع منتجك بخصم 25٪ هذا الأسبوع، من سيتقدم بشرائه الأسبوع المقبل بسعره الكامل؟ في مثل هذه المنافسة، حتى الفائز يخسر.
مختصر تقنية البقرة البنفسجية:
اللمعان والظهور لا يعني الإنفاق المفرط على التسويق كما تتخيل، فالتميز واللمعان والبريق لا تحظى به إلا الأشياء والمنتجات الرائعة التي يتم إنتاجها بطرق وتقنيات خاصة، ومع ذلك فإن المنتجات الرائعة والتي يتم انتاجها وتصنيعها وفق تقنيات وتفاصيل خاصة عندما يتم إنتاجها بكميات كبيرة وتصبح متاحة للجميع فإنها تفقد فرصتها في الحصول على الثناء من الآخرين الذين لا يعرفونها.
يمكنك تسويق أبقارك البنفسجية باستخدام تقنيات التسويق التفاعلي والابداع فيه لتحفيز المشترين وتعزيز حجم الطلب عليها وذلك من خلال تحويل الجزء اللامع إلى جزء أساسي من جهودك التسويقية والتركيز على توظيف الإبداع في محتواك وتصاميمك وطريقة وصولك للعملاء المستهدفين. ولكي تتخلص من أبقارك البنية الباهتة، عليك أن تقدم ما يستحق ثناء الناس.