لم يجد العالم الوقت الكافي لاستيعاب تداعيات القرار الروسي بالانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب والذي أثر سريعًا على أسعار القمح والذرة التي قفزت خلال تعاملات هذا الأسبوع، حتى وجدت الأسواق نفسها على موعد مع اشتعال جديد في أسعار واحدة من السلع الاستراتيجية بفعل توجه ثاني أكبر منتج للسكر في العالم لخفض الصادات بمقدار الخمس.
فمن المرجح أن تخفض الهند صادرات السكر في العام حتى سبتمبر/ أيلول 2023 لحماية الإمدادات المحلية وتوقعات بارتفاع الطلب على الوقود الحيوي، وفقًا لمسؤولين حكوميين ومصادر إعلام محلية.
ومن المتوقع أن يسمح ثاني أكبر منتج في العالم لمصانع السكر بشحن 9 ملايين طن، أي أقل من حصة 11.2 مليون لعام 2021-22.
وقد يؤدي خفض الشحنات من العام الماضي إلى شح الإمدادات العالمية بعد هطول الأمطار في بعض المناطق في البرازيل، أكبر دولة مصدرة، مما أدى إلى تباطؤ وتيرة تكسير قصب السكر.
تأثيرات على الإمدادات:
من المرجح أن يؤثر قرار روسيا على الشحنات إلى الدول المعتمدة على الاستيراد، بما قد يدفع أزمة غذاء عالمية إلى مزيد من الاحتدام، والأسعار إلى مزيد من الارتفاع.
وقال اثنان من التجار في سنغافورة إن مئات من الآلاف من الأطنان من القمح المحجوزة للشحن لأفريقيا والشرق الأوسط في خطر، بعد أن انسحبت روسيا، بينما ستقل صادرات الذرة الأوكرانية لأوروبا.
وتابع أحد المصدّرين، وهو تاجر حبوب في سنغافورة يمد مشترين في آسيا والشرق الأوسط بالقمح: "إذا اضطررت لاستبدال شحنة سفينة كان من المفترض أن تأتي من أوكرانيا، فما هي الخيارات؟ ليست كثيرة في الواقع".
وقفزت عقود شيكاغو الآجلة للقمح، مع بداية تعاملات هذا الأسبوع، بأكثر من خمسة بالمائة، وارتفع سعر الذرة بما يفوق اثنين بالمائة بسبب مخاوف الإمدادات.
ويقول تجار ومتعاملون إن أستراليا، وهي مزود أساسي لآسيا بالقمح، لن تتمكن على الأرجح من سد أي فجوة في الإمدادات، مع حجز كل شحناتها حتى فبراير/شباط.
واعتبر التاجر الذي يعمل مع سنغافورة "يجب علينا أن نرى كيف سيتكشف الموقف. ليس من الواضح إن كانت أوكرانيا ستواصل شحن الحبوب وماذا سيحدث للصادرات الروسية".
وقال تاجر آخر يعمل من سنغافورة في شركة دولية "لسنا متأكدين ما إذا كانت روسيا ستواصل تصدير القمح، وما إذا كان من الآمن للسفن التي تحمل القمح الروسي الشحن والتحرك من البحر الأسود، حتى مع بقاء الصادرات الأوكرانية محجوبة".
ومن المرجح أن تتأثر أيضا صادرات الذرة الأوكرانية لأوروبا للشهر المقبل سلبا. وأضاف التاجر الثاني "بالنسبة لأوروبا، الذرة هي المشكلة الأكبر من القمح مع دخولنا موسم ذروة الذرة الأوكرانية في نوفمبر/ تشرين الثاني".